&&مطلق بن سعود المطيري

&الخطوة التي تضمن سلامة السير نحو تحقيق الاستقرار الكامل في المنطقة، هي ما سيأتي بعد قطع العلاقات الدبلوماسية السعودية مع طهران، فالطريق نحو تحقيق هذا الهدف يوجد به عراقيل كثيرة تجتمع كلها في طهران التي اصبحت مصنع الفوضى العالمي في المنطقة، فالاميركي شريك في المصنع، والروسي والحكومات الطائفية العربية، وبعض الاحزاب العربية ومليشياتها، كل هذا الجمع اعطى صوته التخريبي لايران مرة بدافع المصالح ومرة اخرى بدافع الانتقام، فما يسمى المشروع الايراني هو بالاساس اداة انتقام ومصالح امسكت بها اياد غربية وعربية لتضرب بها اعداءها التاريخيين والمستقبليين، فالعراق مثلا تريد الانتقام من تاريخ صدام حسين عن طريق ضرب جميع العرب العراقيين الذين لا يؤيدون المشروع الايراني، واشنطن تريد معاقبة اعداء محتملين لا تراهم اليوم ولكنهم قادمون من المستقبل، وروسيا لا ضامن لمصالحها في المنطقة الا بوجود تحالف استراتيجي مع طهران، أما بعض الدول العربية التي تتحفظ على وصف ايران بالعدو فدوافعها تقوم على ان طائفية طهران تحقق لها التوازن في داخلها، ففتحت امام شعبها خيارات طائفية لتعمق الانقسامات الوطنية من اجل زيادة سنوات بقائها في الحكم من جهة، ولتخرج من صف اعداء واشنطن المستقبليين من جهة اخرى، لعبة مع الوقت والدين والمصالح، جمعت كل عدو للدين وعابث بالمصالح في طهران حتى اصبحوا اكثر طائفية منها.&

وسط هذا الدمار السياسي والاخلاقي برز وجودان مختلفان الاول يتمثل في دولة ذات توجهات ضد المشروع الايراني "السعودية"، والآخر شعبي يتمثل في الشعوب العربية والاسلامية اكثر مما تمثله في حكوماتها، فالشعب العربي هو اكثر شعوب العالم احساسا بالتاريخ والكرامة، واكثر شعب خسرهما معا، والشعوب الاسلامية غير العربية أُهينت دينيا ومذهبيا بسبب الخبث الايراني، فتحليل كرامة العربي والشعور الديني الاسلامي، هيما المادة السياسية والاعلامية التي سوف يظهر منها ارادة مقاومة لكل مشروع يهدد الكرامة والدين، ولكن المشكلة الاساسية تكمن بان التواصل مع هذه الشعوب محظور سياسيا ودينيا، لاسباب داخلية وخارجية، فمهمة تحريك هذه الشعوب نحو كرامتها مهمة خطيرة جدا، ولكن لا مناص منها في مواجهة هذا الصلف الفارسي الذي يريد ان يؤسس وجوده في المنطقة على كرامة شعوبها ودينها.

&

مادة تأييدنا الاولى ليست في الرأي العام الغربي ولكن هنا بين العرب والمسلمين، فمتى ما توجه جهدنا الاعلامي نحو الغرب خسرنا الاثنين معا العرب والغرب، بلد مثل السعودية واضحة في سياستها ومصالحها لا تحتاج الى دعاية اعلامية ولكنها تحتاج لرسائل إقناعية صادقة تتوجه بها نحو جمهورها العربي الصادق، التحالف مع الشعوب اكثر صدقا وايمانا من التحالف مع الحكومات، ما نشهده الآن هو صراع ايديولوجيات وتاريخ وافكار، وليس صراع زعامات كما كان في التاريخ العربي، فالقدرة على رفع الحظر الغربي والاقليمي للتعامل مع الشعب العربي هو ما سوف يضمن لنا انتاج توجهات مؤيدة لمواقفنا بايمان وقناعات دائمة وليس بمصالح متحولة، الشعوب العربية تبحث عن كرامتها، والموقف السعودي من ايران كتب عنوان كرامتها.

&