&&عصام عبدالله && & &

اتفق محللون أميركيون على أن الاعتداءات الأخيرة التي ارتكبتها إيران في حق المقرات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، تؤكد الحاجة إلى مراجعة إستراتيجية الرئيس أوباما وأخطائه السياسة حول الشرق الأوسط، واتهموا طهران بتنفيذ سياسات دول أخرى لها أجندة مختلفة. وأشاروا إلى أن طهران أسوأ بكثير، أخلاقيا وسياسيا، وأن المصالح القومية الأميركية تستوجب الوقوف مع المملكة وحلفاء واشنطن الآخرين، موضحين أن ساسة إيران استغلوا قضية إعدام نمر النمر مخلب قط لأهداف سياسية، وليست دينية أو أخلاقية، بهدف زعزعة استقرار السعودية، خدمة لأهدافها، وأن من حق المملكة أن تدافع عن سيادتها واستقرار أمنها. لذلك على واشنطن دعم الرياض بكل قوة، اليوم وليس غدا.

"لا شيء يحدث بالصدفة في الشرق الأوسط"، و"الإرهاب سمكة تعوم داخل برميل للنفط"، و"بوتين يهنئ جنوده في سورية"، عناوين للاستهلاك تردد صداها في وسائل الإعلام الأميركية منذ بداية العام الجاري، لكن الاعتداءات على البعثة الدبلوماسية السعودية في إيران، واحتمالات المواجهة بين الرياض وطهران، دفع البعض إلى مراجعة جدية لسياسات إدارة الرئيس أوباما في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا في عامه الأخير.

توقع المحلل الجيوسياسي، بيبي اسكوبار، في تقريره على موقع "روسيا اليوم" أول من أمس، بعنوان "السعودية – إيران، مناوشة أخرى في حرب النفط"، أن ترفع المواجهة بين الرياض وطهران عامل الخوف في مجال إمدادات النفط، مما أدى إلى ارتفاع نسبي لأسعار البترول مع احتفاظ المملكة باليد الطولى، لاسيما قبل أن يتدفق النفط الإيراني إلى الأسواق منتصف العام الجاري. وحسب اسكوبار، فإن إيران تبدو حاليا وهي تنفذ باستفزازاتها للسعودية عبر وكلائها سياسات دول كبرى أهمها روسيا والصين والهند التي لها حسابات أبعد بكثير من إيران نفسها، لاسيما مع المملكة، أقوى حلفاء أميركا في الشرق الأوسط، والتي تقف عقبة في وجه المشروعات الحيوية لروسيا والصين.

&

الدفاع عن المملكة

في مقال للمتخصص في الشؤون الخارجية الأميركية، جيم لوب، أول من أمس، بعنوان "المحافظون الجدد يدافعون عن المملكة"، يرصد أهم ما كتب في الصحافة الأميركية، بقوله "على الولايات المتحدة ألا تخطئ الحسابات، فإيران أسوأ بكثير مما نتصور، ليس أخلاقيا فحسب، وإنما من الناحية الاستراتيجية أساسا، ومصالحنا القومية على نحو أخص. لذا ينبغي أن تكون السياسة الأميركية واضحة: الوقوف مع السعوديين، والمصريين، والأردنيين، والأتراك، وجميع حلفائنا الآخرين، لوقف الإمبراطورية الفارسية الجديدة، وتصحيح خطأ أوباما، الذي خلط بين الأخلاق والاستراتيجية، وعلق مصالح واشنطن على أمل عقيم، بأن حول إيران من خانة العدو إلى الصديق.

&

مخلب قط

إيران – حسب لوب – لها طموحات استعمارية ضد الولايات المتحدة، وقبل أي شيء ضد دول المنطقة، وقد استخدمت "نمر النمر" كمخلب قط لأهداف سياسية، وليست دينية أو أخلاقية، من أجل زعزعة استقرار السعودية، خدمة لإيران، فضلا عن تدخلها السافر في العراق، واليمن، وسورية، والبحرين، ولبنان، بينما من حق المملكة أن تدافع عن سيادتها واستقرار أمنها. ويشير لوب إلى أن الهجوم على البعثة السعودية في إيران بالقول: كان يجب أن تنظر إليه إدارة أوباما على أنه موجه ضد الولايات المتحدة، لأن السعودية هي أقوى وأقدم حليف لها في المنطقة، ولكن الموقف السلبي لأوباما قد يقلق الحلفاء الآخرين مثل تركيا والأردن. اللافت للنظر هو تنبيه افتتاحية "وول ستريت جورنال" الإثنين الماضي، إلى أن كلا من إيران وروسيا قد تستغل العام الأخير من إدارة أوباما لإثارة القلاقل داخل المملكة وحولها، باعتبارها الحامي لكل دول المنطقة، والخصم العنيد لطموحات إيران، ولذلك يجب على واشنطن دعم الرياض بكل قوة، اليوم وليس غدا.

&

خطأ أوباما الكبير

أكد لوب، أن الخطأ الكبير الذي ارتكبه أوباما ليس خسارة النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط لمصلحة قوى أخرى، ولكن بالدرجة الأولى تأجيج الصراع السني – الشيعي، مما ينذر بتقسيم الشرق الأوسط إلى كتلتين: سنية، وشيعية، فيما يبدو وكأنه خطة مرسومة بدأت بالغزو الأميركي للعراق عام 2003، وتمكين الأغلبية الشيعية هناك، ثم عدم استماع أوباما لنصائح قادة المملكة قبل عقد الصفقة النووية مع إيران، التي أسفرت عن ميل الميزان الاستراتيجي لمصلحتها، وبدلا من فرض عقوبات على طهران بعد اختبارها للصواريخ الباليستية، تم غض الطرف عنها وكأن شيئا لم يكن، وأقل ما يجب عمله في العام الأخير لإدارة أوباما هو الإصغاء لما يقوله أهم حليف عربي وإسلامي، قبل أن تباغتنا العواقب الإقليمية المناهضة لمصالحنا وحلفائنا.