&&بينة الملحم&

&&& من المفارقات السياسية المضحكة لإيران كيف تحسب أن كل صيحةٍ عليها؛ حين دخلت قوات درع الجزيرة إلى البحرين ظنّت إيران أنها هي المقصودة، وحينما حكم القضاء السعودي على مواطن سعودي حاولت إيران أن تقنع العالم أن الطائفة الشيعية هي المقصودة!

&ليس جديداً على السعودية ولا مستنكراً ردة فعل إيران؛ فدائماً حين تؤمن السعودية أمنها القومي تشعر إيران بالقهر، بدليل ضيق إيران بالأمن السعودي حتى في مواسم الحج! وقد أثبت التاريخ أن حساسية إيران تجاه السعودية تؤثر باستمرار على تصريحاتها السياسية!&

كشف حدث القصاص من 47 إرهابياً كم ومقدار التناقض؛ وحينما بادرت بقيادة وانكشاف الأوراق؛ ممن كانوا يمتطون ويتذرّعون بحقوق الإنسان والمطالبة بمحاكمة موقوفين متهمين وحينما حكم القضاء اعترضوا وثاروا، وبالأمس اتهموا المملكة بتصدير الإرهاب بينما كانت المملكة من أكثر الدول التي استهدفها الإرهاب وقد قادت العالم في مكافحته والقضاء عليه وحينما أعلنت عن تحالفها الإسلامي العسكري ضده ارتعدت فرائص موظفي الإرهاب وسقطت آخر أوراق التوت التي كانوا يؤدون تمثيلياتهم من خلفها.&

وما أشبه الليلة بالبارحة؛ ردود الفعل التي فاجأتها عاصفة الحزم ومن ثم التحالف الإسلامي العسكري وأخيراً القصاص من 47 إرهابياً جعلني أستحضر أحد أهم تقارير خدمة دراسات الكونغرس الذي جاء بعنوان: البحرين الإصلاح والأمن والسياسة الأميركية.

&

وتقرير الكونغرس هذا يكشف أن أميركا اضطربت في مواقف كثيرة، يأتي التناقض الأميركي ضمن حزمة تناقضات كبيرة تشهدها المنطقة، فالشعوب العربية التي كانت تمسي وتصبح على شتم أميركا تنتظر اليوم بفارغ الصبر الموقف الأميركي ووجهته من أجل معرفة مصير مطالبهم. تناقض أميركا تجاه البحرين جاء بسبب دخول إيران على خط المطالب الإصلاحية في البحرين، وإذا تابعنا خطابات الساسة البحرينيين سنجد أنهم لم يعارضوا مطلب الإصلاح وإنما اعترضوا على التدخل الإيراني ومخططات التخريب للدولة.

&

تناقض أميركا حُسم بموقف خليجي موحد قطع إصبع إيران الداخل في أحداث البحرين، ولم ينصت لصراخ أميركا المعارض لدخول قوات درع الجزيرة إلى المنامة.

&

الغاضبون من إعدام المملكة للإرهاب وتوظيفه لخدمة مشروعات ثورية أو سياسية تستهدف أمن واستقرار المنطقة بدءاً من عاصفة الحزم والتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب وليس أخيراً بتنفيذ حكم القصاص بإعدام 47 إرهابياً يدركون أنّه شأن داخلي لدولة ذات سيادة شأن أي دولة ذات سيادة أخرى ولكن الفارق أنها إضافة إلى سيادتها ذات قيادة لن تقطع إصبع الإرهاب الذي يستهدفها في الداخل فحسب بل ويد الإرهاب الدولي ومن يوظفه.