محمد خروب
&
بالتأكيد.. لم يَطّلِع الرئيس الاميركي باراك حسين اوباما, على تصريحات «منسق» ائتلاف اسطنبول للمعارضات السورية..رياض حجاب، قبل القاء خطابه الاخير عن «حال الاتحاد» الذي يلقيه «سنويا» ساكن البيت الابيض وفق تقليد اميركي دستوري يصعب على أي رئيس الخروج عليه او تأجيله الاّ لظروف قاهرة.
&
قد يكون ذلك - عدم الاطلاع على تصريحات حجاب - تقصيراً مقصوداً من قِبَل اركان البيت الابيض، لأن مجرد قراءة اوباما لتصريحات الثائر الجديد رياض حجاب، ستدفع به الى اعادة النظر في خطابه, وربما ايراد نص خاص يُطمئِن السيد حجاب ورهط الثوار المنوط به التنسيق بينهم من اجل مفاوضات النظام السوري، وبذل وعود اميركية قاطعة بأنه «لن» يتخلى عنهم كونهم يُشارِكون الاميركيين القيم الديمقراطية نفسها ويحرِصون على حقوق الانسان ويُدافِعون عن حق الشعوب في تقرير مصيرها واختيار «شكل» النظام الذي تريده.
&
لكن ذلك بات من الماضي, وبات اوباما «ملعوناً» في نظر ثوار الفنادق والمؤتمرات والدرجات الاولى في الطائرات «الخاصة» التي تنقلهم الى عواصم ومنتجعات عديدة كان آخرها ذلك اللقاء الذي جمع فرانسوا هولاند ولوران فابيوس مع المقاتل من اجل الحرية رياض حجاب في قصر الاليزيه, أعقبه تصريح «ثوري» خص به الرئيس الاشتراكي ضيفه الثائر عندما اعاد تكرار اسطوانته المشروخة بل المعطوبة تماماً وغير المسنودة بأي رصيد اخلاقي او سياسي، ما بالك ميداني, وهي ان اي حل في سوريا لن يكون بوجود «الأسد» في السلطة!.
&
ما علينا..
رياض حجاب جزم بأن التاريخ لن «يغفر» لاوباما تراجعه (...) عن تأييد «الثورة السورية» والذي تبّدى وفق رئيس الوزراء السوري «المنشق» الذي كان الرُعاة والداعِمون والمُمولون قد «وعدوه» بأن يكون رئيساً لسوريا (اليس هو سُنيّاً؟) مقابل انشقاقه، في تسهيل واشنطن او «ضغطها» كما قال حجاب, من اجل تمريره في مجلس الامن ويقصد القرار «2254» المستند اصلاً في صياغته وسياقاته الى نقاط بيان فيينا التسع.
&
هنا والآن.. يعترف حجاب بـ»الحقائق» هو واركان ائتلاف اسطنبول الذين اجتمعوا في الرياض الشهر الماضي وافرزوا (دع عنك حكاية الانتخاب الكاذبة) هيئة تنسيق لرعاية الوفد المفاوض من حوالي 26 شخصاً ما لبث العدد ان ارتفع الى 34 وذلك كجوائز ترضية لـِ (الحردانين) وخصوصاً لاسترضاء ارهابيي جيش الاسلام (وقائدهم الذي قتل زهران علوش) كذلك الحال مع حركة احرار الشام الارهابية، ثم الاعلان لاحقاً عن الوفد المفاوض الذي لقيت معظم اسمائه، رفضاً واعتراضاً من الذين جيء بهم الى المؤتمر وظنوا انفسهم في القائمة فإذا بهم خارجها,امثال اكثر المعارضين تقلباً وتذمراً ميشيل كيلو واليساري النائب الاقرب الى الاخوان المسلمين منه الى اي تنظيم يساري او حتى وطني جورج صبرا, ناهيك عن الفيلسوف والمنظّر الخاسر الدائم برهان غليون ولا تنسى بالطبع مآل عبدالباسط سيدا واحمد معاذ الخطيب والشيخ الثائر احمد الجربا واسماء كثيرة تبنتَها العواصم الساعية الى ايجاد مقعد لها على طاولة اقتسام الكعكة السورية، ما لبثت ان ركلتهم بعد ان استنفدوا ادوارهم او فشلوا فيها.
&
هي إذا «الظروف الصعبة» التي باتت تواجه من خلعوا على انفسهم انهم الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري بضمانة من «اصدقاء سوريا» على ما قالوا، ولم يتّعِظوا من الفشل الذي لاحقهم والتنصل المتواصل منهم الذي اعلنته اكثر من عاصمة، بل ان الادارة الاميركية وعلى رأسها اوباما الذي «لن يغفر له التاريخ خذلانه الثورة السورية» التي يقود وفدها رياض حجاب، استهزأ (اوباما) بهذه المعارضة الفاشلة التي يُمثلها اشخاص هم اطباء اسنان ومزارعين واكاديميين.
&
ليس اوباما هو الذي خذل ثوار الفنادق الذين يتقنون الثرثرة ويفشلون في الاقناع، بل هي الهزيمة العسكرية الموصوفة التي لحقت بهم واوصلتهم الى حال التشتت والانكسارات والانهيارات المتلاحقة على اكثر من جبهة فوق الاراضي السورية، بدءاً بتقطيع اوصالهم في الشمال السوري «آخرها بلدة سلمى الاستراتيجية»وقطع شريان الامداد التركي لهم بالاسلحة والمرتزقة والدعم اللوجستي بل والمشاركة بضربات المدفعية الثقيلة ليتمكنوا من اجتياح مدينة ادلب وجسر الشغور والتمدد في ريف اللاذقية, تصديقاً منهم لوعود اسيادهم في انقرة وبعض العواصم العربية, بأنهم سيُمكِنونهم من الوصول الى البحر الابيض المتوسط، وبما يمنحهم «ميناء» عليه، لتلقي المساعدات وتجهيز الغزاة والمرتزقة، لكن احلامهم تبددت, وها هم يُطارَدون في اكثر من جبهة في الشمال كما في الوسط وخصوصا في الجنوب.. فأين المفر؟
&
وبصرف النظر عمّا إذا كانت المفاوضات المقرر لها ان تبدأ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ستبدأ ام ستؤجل ام تذهب الى دائرة «الإستحالة», فإن الذين «ينعونها» الان ويحكمون عليها بالفشل سلفاً، يعترفون في ما تستبطنها نبوءاتهم اليائسة, بانهم قد «هُزِموا» وبأن شيئاً من شروطهم لن يتحقق وان حكاية «جنيف1» والحكومة الانتقالية ذات الصلاحيات الواسعة قد باتت من الماضي, وان عليهم «تجرّع السّم» والاعتراف بأن ثورتهم الملونة المزعومة, لم تأتِ للسوريين إلاّ بالخراب والدمار والدموع والآلام والتهجير والقتل على الهوية الطائفية والمذهبية.
&
في السطر الاخير.. تُرى من الذي لن يغفر له التاريخ؟ اوباما الامبريالي الاميركي أم عبيده من مُدّعي الوطنية والثورة في.. بلاد العرب؟