ترويج شريط فيديو لرئيس الوزراء يتبادل فيه «القبل» مع عشرات الأشخاص في عرس

&

بعد ساعات من انتقاد عادة «البوس» عند الأردنيين

ساعات فقط فصلت بين انتقاد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبد الله النسور لعادة اجتماعية متكرسة هي «تبادل القبل»، وبين تداول كثيف لشريط فيديو لأحد الأعراس في مدينة السلط مسقط رأس رئيس الحكومة، يظهر فيه الدكتور النسور يتبادل مئات القبل مع طابور عريض من أهل العرس.

المفارقة بدت فكاهية، فقد نشر نشطاء على وسائط التواصل الاجتماعي خلال يومين شريط فيديو لعرس شاب من عائلة النسور في مدينة السلط غربي العاصمة عمان اسمه ليث النسور.

وفي اللقطة المركزية اصطفّ العشرات من شباب وأطفال وعجائز آل النسور بطابور كبير مرحبين برئيس الوزراء الذي تبادل القبل بكثافة مع جميع المصطفين بدون استثناء. العرس حصل عام 2013 وكان النسور رئيساً للحكومة.

مناسبة الإفراج عن هذا الشريط تبدو طريفة، حيث سبقته على وسائط التواصل الأردنية صورة النسور وقد اعتمر كوفية بيضاء مع لحية طويلة تعتبره «مفتياً» بعد تصريح أثار ضجة له، اعتبر فيه التدخين من «الكبائر» قبل انتقاد عادة تبادل القبل.

النسور ألقى خطاباً في رعاية نشاط في مجال مكافحة التدخين، وطالب الشعب بالتوقف عن تعاطي السجائر باعتبارها تضر بالمال والصحة العامة، معتبرا التدخين من «الكبائر التي تغضب ألله».

في المناسبة نفسها وفي ظل الأنباء عن وفيات وعشرات الحالات بإنفلونزا الخنازير في الأردن اقترح النسور على الشعب أيضا التوقف عن عادة «التقبيل»، الأمر الذي أثار أيضا موجة من السخرية على «فيسبوك» تناولت فتاوى «الشيخ» النسور بخصوص التدخين والبوس.

النسور انتقد الواقع الاجتماعي عندما قال إن الشعب الأردني من أكثر الشعوب شغفاً بتبادل القبل. وفي النشاط الذي نظمته غرفة تجارة عمان أطلق النسور دعابة على هامش نقاشات أرقام الموازنة المالية قائلاً إن حكومته تقدر نسبة البوس»أي التقبيل» بـ 73 ٪ بين الأردنيين. وقال النسور أيضا «نحن الأردنيين طول النهار نبوس بعضنا البعض».

وأضاف: نحن في الأردن الأعلى عالمياً بنسبة التقبيل.

من هو النسور:

سياسي وأكاديمي أردني، تولى العديد من المناصب والمواقع القيادية في البلاد من أهمها رئاسة الوزراء. دخل السياسة من بوابة البرلمان، وعرف فيه بمناوأته للحكومات، إذ لم يمنح الثقة لأي حكومة حتى أصبح رئيسا للوزراء سنة 2012.

المولد والنشأة: ولد عبد الله النسور يوم 20 يناير/كانون الثاني 1939 في مدينة السلط الواقعة على مسافة ثلاثين كيلومترا شمال غرب عمّان.

الدراسة والتكوين: بدأ تعليمه في الأردن، فحصل على الثانوية العامة من المدرسة الثانوية في السلط، ثم انتقل للدراسة خارج الأردن، ودرس في لبنان حيث حصل على بكالوريوس إحصاء من الجامعة الأميركية في بيروت.

انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية ودرس فيها، فحصل على الماجستير في إدارة المؤسسات من جامعة ميتشيغن، ثم رحل إلى فرنسا وحصل على الدكتوراه في التخطيط من جامعة السوربون في باريس.

الوظائف والمسؤوليات: عُيِّن رئيسا للوزراء يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2010، وتقلد قبل ذلك العديد من الوظائف السامية في الأردن خاصة في المجال المالي والاقتصادي، ثم أصبح أمينا عاما لوزارة المالية.

عُيِّن محافظا للأردن لدى البنك الدولي، ونائب محافظ لها لدى صندوق النقد الدولي، ومندوب الأردن الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).

تولى مناصب وزارية عديدة، من بينها نائب رئيس الوزراء سنة 1998، ثم تولى وزارات: الخارجية، والتخطيط، والإعلام، والتربية والتعليم، والصناعة والتجارة، والتعليم العالي، والتنمية الإدارية.

وإضافة إلى ذلك تولى مناصب ومهام أكاديمية من بينها: رئيس مجلس التعليم العالي، ورئيس مجلس أمناء جامعة الزيتونة الأردنية الخاصة، ونائب رئيس مجلس أمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا، ونائب رئيس مجلس أمناء جامعة البلقاء التطبيقية، ونائب رئيس مجلس أمناء الجامعة الهاشمية.

التجربة السياسية: دخل المعترك السياسي من بوابة البرلمان، فتخلى عن منصب وزير التعليم ليخوض الانتخابات سنة 1989 وينتخب نائبا عن محافظة البلقاء في مجلس النواب، وكان حينئذ الوحيد في المملكة الذي تفوق على مرشح إسلامي، هو الأمين العام لوزارته عبد اللطيف عربيات.

أعيد انتخابه عضوا في مجلس النواب في دورتي 1993 و2010، وتولى رئاسة اللجنة المالية والاقتصادية في المجلس، وعضوية لجنة الشؤون الخارجية، ولجنة التربية والتعليم العالي فيه.

اختير عضوا في مجلس الأعيان عام 1997 ثم أعيد اختياره عام 2009، ثم استقال في أكتوبر/تشرين الأول 2010 لخوض الانتخابات النيابية، وفاز بعضوية لجنتي المالية، والشؤون الخارجية في مجلس الأعيان.

عرف النسور بموقفه المناوئ للحكومات خلال وجوده في البرلمان، واتسم نقده لها في أحيان كثيرة بالحدة الواضحة، ولم يمنح الثقة لأي منها، واحتفظ بعلاقات جيدة مع أطراف المعارضة.

الجوائز والأوسمة: حصل على عدة أوسمة في بلاده وخارجها، من بينها: وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى، ووسام التربية الأردني الممتاز، ووسام جوقة الشرف الفرنسي.

&مصدر: الجزيرة.

&

&