سمير عطا الله

رجاء، وعلى وجه السرعة، إفادتنا برأيكم في الفقرة التالية:
«كانت الطريق الممتدة (...) طويلة لاحبة، وكانت شِيات من الخضرة تستبق، تيّاهة، مستطلعة على عذار لطريق، ثم تتناءى، في منسرح النظر، فتأتلف منبسطة في مروج فسيحة تارة، وتختصم ممزقة في فيء أغصان متواشجة ملتفة، تارة أخرى».


ورأيكم في هذه: «وبدا لي في مسنح نظرة خاطفة، أن رأسه يماثل هامة الأسد، تترسل لبدته على فوديه، منسابة، مترفقة، وتتدفق لحيته كاسية عارضيه، منحدرة على صدره، وتحنو فوقها سبال شاربيه مظللة شفتين واشيتين بالحساسية المفرطة المرهفة، ويبرز أنفه في هذا البحر اللجي من الشَعر (بفتح الشين) ضخمًا واسع المنخرين، كأنما يبغي أن يستاف عبق الأرض كلها، ويحبو فوق عينيه حاجبان كثيفان تنفسح في أعلاهما جبهة عريضة يحفَّ بها الشّعر (بفتح الشين) الأبيض، فكأنها السماء الرحيبة، يكتنف حواشيها ركام الغيوم».


قبل أن يصل إلي رأي جنابك، أحب أن أخبرك أنني توقفت عن القراءة بعد الصفحة الثالثة. فما زلت أعتقد أن القراءة متعة، وليست تجنيدًا إجباريًا، أو فلاحة بالسخرة. لقد خدعني العنوان فاعتقدت أن الكتاب عن تولستوي، فإذا به عن عذار الطريق يستاق في الشَعر (بفتح الشين) اللجيّ. ويقصد ببساطة، الأبيض، كاللجة، على ما غنت فيروز (للأخطل الصغير): يا عاقد الحاجبين/ على الجبين اللجين!


وقرأت عن ديوان شِعر (بكسر الشين) نثري جديد يناجي فيه صاحبه ملهمته أو هنده، أو ليلاه، قائلاً: «تذكرت مساء البارحة (من دون تحديد الساعة) حديثنا عن الحلويات، وعشقنا المشترك لها، ووعدك لي بأنك ستقومين دائمًا بإعداد مكوناتها شرط أن أقوم بطهيها على مهل».


واعتقدت أن «الديوان» صادر عن دار «الشيف رمزي للنشر»، أو عن «حلويات الصمدي». غير أنه ليس عن أي دار متخصصة. والحقيقة أن اللوم ليس على الشاعر، وما يورده من تفاصيل هي أشبه بدرس في صنع الحلوى الشرقية الأصيلة، وإنما على معاناتي من السكري الذي يمنعني من التمتع بقصائد التحلية، ومنها «زنود الست»، وهي حلوى شائعة عندنا من زمان، لم يتنبه أحد من قبل إلى تضميناتها ولعبة الجناس والطباق فيها، لولا هذا الشاعر الجديد الذي نتمنى له التفوق على عبد الرحمن الحلاب والرفاعي وحلويات سعد الدين.
&