&&سعد الدوسري&

إذا كان الرقم صحيحاً، بأن هناك 500 ألف حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، للرقاة الشرعيين، فهذا معناه أن لدينا راقياً لكل 400 مواطن، وهو رقم مخيف، خاصة أنَّ مِنْ هؤلاء الرقاة مَنْ يستغلون الرقية لمصالحهم الشخصية؛ إما لكسب المال أو الاعتداء على الحرمات، والقصص الواقعية في هذا المجال، لا تعد ولا تحصى.&

لابدَّ من آلية لضبط هذه الظاهرة العجيبة والغريبة، التي لم تجد لها من ينظّمها ويعيدها لصفائها الشرعي. وليس من الصعب أو من المستحيل الوصول لهؤلاء، فهم يعتمدون في تواصلهم مع الناس على أرقام هواتفهم المحمولة، مما يعني أن الجهة المعنية تستطيع الاتصال بكل راق، وتخضعه للمعايير الشرعية، وتلزمه باتباع الأنظمة والقوانين، وتفرض عليه رقابة مشددة. وهذا يأتي في إطار الحرص على المواطن وحمايته من الخداع أو الابتزاز أو الاعتداء الجسدي، ويأتي أيضاً في إطار المحافظة على الدين من هؤلاء الذين استغلّوه أسوأ استغلال وشوهوه أبشع تشويه. وقد لا تكون الأنظمة - إنْ هي طُبقتْ - كافية لإيقاف أولئك المرضى أخلاقياً، فالوعي الاجتماعي ضروري لمواجهة خطرهم، والالتزام بالدين الحقيقي هو خير حصانة لهم من كل دجل وخزعبلات.&

يجب ألا نتيح لضعاف العقيدة بالسيطرة على البسطاء، من خلال بوابة الالتزام والتدين. يجب على الغيورين على الشريعة السمحاء، تنبيه كل من حولهم لاستخدام عقولهم التي أعزّها الله, ورفع قدرها، وأمرَ بعدم تعطيلها.