خالد أحمد الطراح

مقابل التصعيد الإعلامي الإيراني ضد الشقيقة السعودية والخليج أيضا، نشطت الدبلوماسية السعودية بشكل غير مسبوق بتحرك إعلامي لافت على مستوى المنتديات كمنتدى دافوس، إضافة إلى الإعلام العربي الدولي والغربي كذلك.


كان لا بد من التحرك الإعلامي السعودي ان يكثف نشاطه على كل الساحات والميادين التي استهدفتها طهران، بدءا من بيانات رسمية لوزير الخارجية الإيراني ومساعديه، الى جانب النشر في الصحافة الغربية، وكان ربما آخرها النشر في «نيويورك تايمز» الذي رد عليها وزير خارجية السعودي السيد عادل جبير بالمستوى نفسه، مفندا مزاعم إيرانية وناصحا في الوقت ذاته طهران بـ «التخلي عن التصعيد وتعزيز سياسة حسن الجوار واستثمار رفع العقوبات لمصلحة الشعب الإيراني بوجه خاص».


ونصح الوزير الجبير ايضا طهران «بوقف سياسة دعم الإرهاب وإشعال بؤر التوتر والفتنة وتعزيز الاحترام للاتفاقيات الدولية والدبلوماسية، ووقف التوجهات التوسعية الايرانية»، داعيا في الوقت نفسه الى فهم موقف السعودية وباقي دول الخليج في «مقاومة السياسة العدائية الإيرانية».


على صعيد متصل، نشرت جريدة الشرق الاوسط الدولية في عددها 13567، بيانا لوزارة الخارجية السعودية، سردت فيه تاريخا موثقا لتسلسل الانتهاكات الإيرانية، مؤكدة «ان الرياض مارست منذ 35 عاما سياسة ضبط النفس رغم سياسة طهران العدوانية».


التحرك الاعلامي السعودي صاحبه بيانات وتصريحات صحافية من بعض دول الخليج، مؤكدة دعمها للموقف السعودي، لكن المثير للانتباه غياب مجلس التعاون عن الواجهة الإعلامية الخليجية والإقليمية والدولية، وهي ليست السابقة الأولى في تاريخ «الخليجي»، حيث طغى عليه، كما أشرت إليه في السابق، خمول او تكاسل في التحرك الإعلامي، مما يؤكد عدم وجود تحرك إعلامي مواز للتحرك السياسي.


«الخليجي» تحالف سياسي لدول التعاون والتحالفات السياسية لا تقوم على العمل السياسي والاجتماعات فقط، وانما تقوم أيضا على تبني آلية إعلامية كسلاح في مواجهة أي تصعيد أو انتهاكات او تهديدات ضد الدول الأعضاء من اجل تأكيد موقف موحد لدول «الخليجي».


الإعلام سلاح لا يقل أهمية عن السلاح العسكري، بل يتساوى ويتفوق من حيث الأهمية، وغيابه يضعف المواقف والسياسات ويفسح المجال للطرف الآخر ترويج المزاعم وتشويه الحقيقة، وما نواجهه اليوم يتطلب تحركا إعلاميا خليجيا، وليس سعوديا فقط.
&