عبد الزهرة الركابي

معركة استعادة الموصل، أخذت وتيرة إيقاعها يتخللها البطء، بفعل عوامل ميدانية وأخرى إنسانية، وكذلك هناك عوامل تتعلق بالتنسيق بين محاور القتال بالنسبة للتزامن في بلوغ الأهداف، كما أن الإسناد الجوي والأرضي، يتفاوت في كثافته بين محور وآخر، من واقع ان التحالف الدولي في إسناده الجوي، لا يشارك في المحور الغربي الذي يضطلع بمهمته الحشد الشعبي، وهو المحور الذي يتصل بالحدود السورية، خصوصاً من جهة غرب مدينتي الموصل وتلعفر، على عكس ما يقوم به الطيران الدولي، على محاور الشمال والجنوب والشرق، ناهيك عن مهمات لوجستية وقتالية خاصة ومشتركة، قامت بها القوات الأميركية، لا سيما الى جانب قوات البشمركة الكردية.

فالجيش العراقي في المحورين الجنوبي والشرقي، تباطأ تقدمه نحو وسط المدينة من جراء استخدام «داعش» للقناصة والانتحاريين والسيارات المفخخة وحتى الطائرات المسيّرة المفخخة، إضافة الى خشية الجيش على أرواح المدنيين، الذين اتخذهم التنظيم الإرهابي دروعاً بشرية، يحتمي وراءها كي يعيق تقدم الجيش، خصوصاً إذا ما علمنا بقاء الكثير من المدنيين في مدينة الموصل على وجه التحديد.

وهناك عقدة أو إشكالية تتعلق بتوصل العراق وتركيا الى اتفاق من خلال وساطة أميركية، وهذا الاتفاق حسبما أعلنت عنه مصادر نيابية عراقية لوسائل الإعلام، يتعلق بتحديد دور الحشد الشعبي، من خلال عدم دخوله الى مدينة الموصل، وحصر مهمته باستعادة مطار مدينة تلعفر، وتطويق المدينة المذكورة وعدم دخولها، مع التذكير بأن الحشد الشعبي استعاد مطار المدينة، وهو الآن يحاصر مدينة تلعفر من جهتي الغرب والجنوب، مع الإشارة الى أن تلعفر يتمركز فيها عدد كبير من مسلحي داعش، ويُعتقد أنها محصنة إلى حد كبير، نظراً لموقعها الاستراتيجي واهميتها.

هذا، وتتضارب الأنباء بشأن مواصلة الحشد الشعبي، عملياته العسكرية لاستعادة مناطق المحور الغربي ضمن قواطع العمليات القتالية، ما بين مؤيد ومعارض، بيد أن مصادر نيابية أكدت أن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وعد بأن تكون عملية الاقتحام من قبل الجيش العراقي، فيما الأنباء الواردة تشير إلى عكس ذلك.