سعد الياس

&بقي خطاب الأمين العام لـ «حزب الله»، السيد حسن نصر الله، حول الاستحقاق الرئاسي محور الحدث والمتابعة في عطلة نهاية الاسبوع عندما أكد أن لا تراجع عن دعم ترشيح العماد ميشال عون، ولا تمني على النائب سليمان فرنجية بالانسحاب، متجاوزاً شرط السلة المتكاملة، ومركزاً على إزالة تهمة التعطيل عن الحزب وإيران.

لكن هذا الخطاب لم يشف غليل المنتظرين،لأنه أبقى الملف الرئاسي في دائرة الغموض، فتعددت القراءات، ولوحظ أن العماد ميشال عون، المعني الأول بخطاب نصر الله، التزم الصمت، فيما النائب فرنجية، الذي أتى ثانياً في تصنيف نصر الله، فسارع إلى التغريد كاتباً: «سيّد الكل… السيد نصر الله».

أما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب وليد جنبلاط، فلم يغرّد، بل أسهب في رد مفصل أورده في موقع «الأنباء» الالكتروني، سأل فيه: إذا كانت إيران فعلاً لا تعطل الانتخابات الرئاسية اللبنانية حسب ما تقولون، فيحق لأي مواطن ان يسأل عن الأسباب الحقيقية التي تمنع تأمين النصاب في مجلس النواب لانتخاب رئيس لبناني جديد ما دامت 8 آذار تفاخر بأن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى خطها السياسي؟».

وشدد الزعيم الدرزي على أن «انتقاد إيران وبعض مواقفها، كما انتقاد أميركا وروسيا أو أوروبا في لحظات معينة، لا يهدف إلى تعزيز مفهوم النكد السياسي كما قد يعتبره البعض، لكنه يدخل حتماً في إطار حرية التعبير عن الرأي والديمقراطية التي لا شك أن «حزب الله» يحترمها ويقدرها عالياً». وقال: «كم أشعر بالأسف والأسى أن يكون كلامي الملطف والساخر عن إيران قد خدش شعور البعض في مكان ما، إذ تنطبع في ذاكرتي من اللقاءات العديدة التي سبق أن جمعتني مع السيد حسن نصر الله صورة تعكس رباطة جأشه وروح الفكاهة السياسية لديه فضلاً عن قدرته العالية على الاحتمال والصبر، وهو الذي واجه الاحتلال الإسرائيلي وقاد حرباً قاسية لصد العدوان عام 2006 ضد لبنان. لذلك، أسجل استغرابي لردة الفعل التي صدرت إزاء بعض الملاحظات الهامشية التي قدمناها عن الجمهورية الإسلامية ودورها في تعطيل الانتخابات الرئاسية».

وأضاف جنبلاط: «إذا كنا قد وضعنا علامات استفهام حول الديمقراطية غير المباشرة القائمة في إيران جراء تعدد المجالس من مجلس الشورى إلى مجلس صيانة الدستور إلى مجلس خبراء القيادة إلى مجلس تشخيص مصلحة النظام إلى العديد من الآليات الاخرى، فضلاً طبعاً عن حرس الثورة الإسلامية، فذلك سببه أننا لا نريد أن تنتقل الديمقراطية اللبنانية، على هشاشتها، رويداً رويداً لتماثل تلك الديمقراطية الإيرانية. وإذا كانت إيران فعلاً لا تعطل الانتخابات الرئاسية اللبنانية كما تقولون، فيحق لأي مواطن أن يسأل عن الأسباب الحقيقية التي تمنع تأمين النصاب في مجلس النواب لانتخاب رئيس لبناني جديد، طالما أن 8 آذار تفاخر بأن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى خطها السياسي وهنيئاً لها بذلك؟ أليس السيد عبدالأمير اللهيان هو الذي قال فليتفق اللبنانيون وإيران تدعم هذا الاتفاق، وبالتالي هذا الاتفاق اللبناني أصبح أكثر قابلية للتحقق طالما أن المرشحين الرئاسيين ينتميان إلى فريق 8 آذار؟».

وتابع «ربما تيمناً بالديمقراطية الإيرانية، فإن اشتراط تحقيق النتائج من الانتخابات الرئاسية سلفاً قبل تأمين النصاب في جلسة الانتخاب يعني عملياً تحديد النتائج وثم الذهاب لممارسة الإقتراع الشكلي. وهذا يماثل حالة غربلة الأصوات التي تقوم بها المجالس الديمقراطية المتعددة في طهران، فتستبعد هذا المرشح وتقصي ذاك وتقبل بذلك».

وختم «غني عن القول إن القدرات اللبنانية سياسياً واقتصادياً لا تماثل القدرات الإيرانية التي تفتح لها أبواب الغرب بصفقات بمليارات الدولارات، ولكن للتذكير، فإن هيئة تشخيص مصلحة النظام، عفواً هيئة الحوار الوطني، هي التي كلفت رئيس الحكومة، تمام سلام، والوزير أكرم شهيب، بالإجماع لإيجاد حل لقضية النفايات. فالقوى السياسية، بدون استثناء، عطلت الخطة الأولى لإيجاد مطامر صحية للتخلص من هذه المشكلة بشكل جذري، مما دفع بالأمور نحو الترحيل كما بات معروفاً».

بدوره سأل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير الدكتور جعجع، رداً على الأمين العام لحزب الله: «إذا كان السيد نصر الله يرى ان فريقه حقق ربحاً سياسياً في الترشيحات الرئاسية، فلماذا لا ينزل فريقه إلى جلسة 8 شباط ويترجم هذا الربح السياسي؟».وأضاف: «أما قوله بأنه اذا انعقد مجلس النواب غداً لانتخاب عون، فنحن جاهزون للمشاركة، فهذا أمر يتعلق بهم، لأن المرشح الآخر للرئاسة من صفوفهم، والذي أكد البارحة تحديداً ان السيد نصر الله هو سيد الكل». وتابع: «أما قول نصر الله بأنهم لا يستطيعون فرض أي شيء على حلفائهم، فأين كان من هذا القول عندما فرضوا على غير حلفائهم تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة؟».

وكان نصر الله، في إطلالته المتلفزة، وجّه انتقاداً لاذعاً للنائب جنبلاط، من دون أن يسميه، دعاه فيه إلى «أن يعرف حجمه جيداً عندما يتكلم عن الجمهورية الإسلامية»، رداً على تغريداته الأخيرة المتهكمة على «ديمقراطية» التعطيل والإقصاء الإيرانية، وصولاً في دفاعه عن نظام الحكم في طهران إلى حدّ تمنيه اقتباس «مجلس تشخيص مصلحة النظام» الإيرانية في لبنان.ونال جعجع نصيبه من الخطاب، خصوصاً عبر التذكير بالحملات التي لطالما تعرض لها الحزب غداة ترشيح العماد عون قبل أكثر من سنة ونصف السنة.

&