&هيا إبراهيم الجوهر&

قد يصدمك العنوان لكنها الحقيقة، فقد قام طاهيان شهيران بتقديم وجبات من مخلفات الطعام لقادة 30 دولة يترأسهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مقر الأمم المتحدة أثناء انعقاد قمة التنمية وعلى مدار ثلاثة أيام!&

لقد وجد الطاهيان "سام كاس" من كبار طهاة البيت الأبيض سابقا و"دان باربر" صاحب مبادرة (المخلفات أو wast ED) والناشطان في مجال ما نسميه حفظ النعمة، أن الكلام لم يعد مجديا للفت نظر القادة لكمية الهدر الغذائي التي يتعرض لها العالم سنويا، التي تزيد على 28 في المائة من منتجات الأراضي الزراعية، هذا غير ما يرمى أثناء الطبخ رغم وجود المجاعات على الطرف الآخر إضافة إلى الدور الذي يلعبه الهدر في التغير المناخي بسبب المواد الكيميائية المنبعثة منه أو من حرقه إذ تنتج 3.3 مليار طن من الكربون في السنة، لذا قدموا الوجبة فعليا ليوصلوا للقادة هدفهم ويتمكنوا من تغيير العادات الغذائية!&

فقد حضّر الطهاة وجبة مصنوعة بالكامل من مواد غذائية كان مصيرها في العادة النفايات، فاستخدموا أنواعا من الخضراوات صالحة للأكل لكنها كانت سترمى لأن شكلها لم يكن جذابا أو تقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها. وتضمنت الوجبة نوعا من السلطة أطلقوا عليها اسم "سلطة المكب" لأنها مصنوعة من فضلات الخضار، وشطيرة البرجر المصنوعة من لب الفواكه المتبقي بعد عصرها!&

وعلى خطاهما قامت فتاتان لا يتجاوز عمرهما 23 عاما وهما جابي هولمز وناتالي كرين بافتتاح مقهى هو الأول من نوعه في بريطانيا تقدمان فيه النفايات للزبائن كوجبات لذيذة، والجميل فيه إضافة إلى فكرته أنك تدفع حسب شعورك ورضاك عن الأكل المقدم لك، كما يقبل المقهى مخلفات الطعام بدل النقود!&

وهذا الهدر يتطلب منا كبشر نحتل الكرة الأرضية جهدا أكثر من مجرد عمل وجبة فاخرة ولذيذة من مخلفات الطعام دون أن نهدر شيئا منه أثناء الطبخ!.&

لذا أوجد المهتمون عديدا من البرامج والتطبيقات على الهواتف الذكية التي تقلل من الهدر على طول مراحل السلسلة الغذائية منها Spoiler Alert لتسهل عملية تبرع المصانع بفائض المواد الغذائية وتطبيق Pare Up الذي يتيح للمستهلكين شراء المواد الغذائية القريب انتهاء صلاحيتها من المطاعم ومتاجر الأغذية بسعر مخفض قبل أن تلقى في القمامة، واستخدام التكنولوجيا الحيوية لإيجاد أساليب مستدامة تمنع تلف الخضار والفواكه فحسب إحصائية الأمم المتحدة أن ما يقدر بنحو 1.3 مليار طن من مخلفات الطعام تذهب إلى القمامة، في حين أن شخصا واحدا كل أربع ثوان يموت جوعا في جميع أنحاء العالم. يا ليت قومي يعلمون!