&&الأحساء - حسن البقشي

&&«هذا أنا.. أما ابني فضل الطريق»، تلك هي الرسالة التي بعث بها والد مفجّر مسجد «الرضا» في الأحساء عبدالله التويجري، الذي قدم العزاء أمس لذوي الشهداء ضحيّة التفجير الذي وقع (الجمعة) الماضي، وذلك ضمن وفد من أهالي منطقة القصيم.

وعبر التويجري عن استنكاره لما قام به ابنه، معلناً براءته من كل يد تغتال وطنه، أو تسفك دماء شعبه وتعبث بأمنه، متأسياً بأنبياء وعظماء تبرؤوا من أقارب ضلوا الطريق، واعتبروا فعلهم «عملاً غير صالح».

وشهدت محافظة الأحساء أمس توافد المعزين من مختلف مناطق المملكة وعدد من دول الخليج العربي، إضافة إلى مشاركة مسؤولي ومنسوبي جهات حكومية عدة.

وأعربت الوفود عن عميق حزنها ومواساتها لذوي الشهداء والمصابين، مؤكدين أن المصاب مصاب وطن بأكمله، مضيفين «نشجب ونستنكر هذا العمل الجبان، الذي أودى بحياة مجموعة من المصلّين ورجال الأمن، ولن يزيدنا ذلك إلا تماسكاً وتلاحماً، ومحافظة الأحساء تعد نموذجاً في التعايش بين مختلف الفئات والطوائف، ونحن جميعاً أبناء وطن واحد ولن تنجح أعمال هذه الفئة الضالة في تفريقنا».

ونوّهوا بأن العمليات الإرهابية دخيلة على المجتمع السعودي، مؤكدين أن الوطن سيظل شامخاً قوياً ضد الأعداء وأهدافهم.

وشارك في تقديم العزاء كل من وكيل محافظة الأحساء خالد البراك ومدير إدارة التعليم في الأحساء أحمد بالغنيم، ومدير شرطة الأحساء العقيد عبدالله العتيبي، ومساعد مدير الدفاع المدني العقيد وليد اليوسف، ومساعد مدير الشؤون الصحية الدكتور محمد الممتن، وغيرهم من المسؤولين والمواطنين.

إلى ذلك، أعلن إمام مسجد «الرضا» ناصر الياسين فتح أبواب المسجد وإقامة صلاة الجمعة المقبلة فيه، معتبراً أن ما تعرّض له المسجد يزيد حجم التواصل والتلاحم بين أبناء الوطن، مشيداً بالدور الفاعل لرجال الأمن الذين حضروا في موقع الحادثة وقاموا بدورهم على أكمل وجه. وأضاف «توافد جموع المعزين من جميع المناطق يمثّل رسالة إلى الفئة الضالة وتأكيداً لقوة وتلاحم أبناء هذا الوطن مع القيادة، وكذلك يرسم صورة من صور المحبة والتلاحم».

يذكر أن عزاء الشهداء يقام على فترتين، الصباحية من التاسعة صباحاً إلى الـ12 ظهراً، والفترة المسائية من الثالثة عصراً حتى التاسعة مساء.