الجميّل : لن نقبل بتحويل الباب العالي من دمشق إلى حارة حريك

سعد الياس

&حلّت الذكرى الـ 11 لانسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان/ابريل 2005 بشكل خجول، ولم يبقَ من هذه الذكرى إلا لوحة يتيمة قرب نصب الرئيس بشير الجميّل في ساحة ساسين في الاشرفية تذكّر بالانسحاب، في وقت بدا أن الوصاية السورية التي تحكّمت بلبنان على مدى سنوات وأدارت من دمشق أو من عنجر سياسته الداخلية إستبدلت حالياً بوصاية حزب الله الذي يعطّل انتخابات رئاسة الجمهورية ويصادر قرار الحرب والسلم ويمارس سياسة التعطيل خدمة لاهواء الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقد أظهر التجاذب حول انتخابات رئاسة الجمهورية تبعية عدد من الأطراف إلى الخارج وقصوراً عن إدارة الخلافات الداخلية.

وكانت معبّرة عبارة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط التي توجّه بها ممازحاً للرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند «ربما نحتاج إلى عودة الانتداب الفرنسي».

وفي وقت غابت الاحتفالات بجلاء الجيش السوري ، إقتصر الامر على مناسبة في الجامعة الأمريكية لم تخلُ من اشكال وتضارب بين مناصري الكتائب والقوات اللبنانية من جهة ومناصري الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين اعترضوا على اقامة احتفال في الجامعة حول مقاومة الرئيس بشير الجميّل للنظام السوري بحضور نجله النائب نديم الجميّل. وقد ردّد القوميون هتافات ضد بشير الجميّل متوعّدين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس أمين الجميّل، ومن الهتافات «طار رأسك يا بشير، طار رأسك يا حقير، اليوم يومك يا سمير».

وحضرت القوى الأمنية وطوقت المكان وعملت على الفصل بين الطلاب منعاً لتطور الإشكال.

وفي قراءة لتطور الامور بعد 11 سنة على انسحاب الجيش السوري سألت «القدس العربي» من كانوا في صف محاربة هذا الجيش. فقال النائب نديم الجميّل «إن الانسحاب السوري لم يتم بين ليلة وضحاها، بل تمّ بفضل تحرك ونضال الشعب قبل وخلال 14 آذار/مارس 2005. وللاسف لم تتعامل الدولة مع هذا الحدث كيوم وطني تاريخي حتى وصل بها المطاف إلى تزوير التاريخ والوجدان والحضارة اللبنانية».

وسئل عن استبدال النفوذ السوري بوصاية حزب الله فقال الجميّل «لا فرق بين الوصايتين. فالهدف ما زال نفسه، تغيير هوية لبنان. لقد ناضلنا من أجل تحرير لبنان واستعادة حرية القرار الوطني وسنستمر، ولن نقبل بتحويل الباب العالي من العثماني إلى السوري إلى حارة حريك أو طهران».

وقال أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان لـ «القدس العربي «، «تبيّن أن انسحاب الجيش السوري من لبنان كان غير كاف لوحده لتحقيق السيادة الوطنية والقرار الحر والوصول إلى دولة في لبنان قائمة على احترام الدستور والشراكة الوطنية. وقد تبيّن أن الارادة السياسية الداخلية هي أقوى، ونأسف أن الارادة التي فُقدت خلال الاحتلال أن تُفقَد اليوم ايضاً بحجج أخرى، وما نراه من استمرار هذا الوضع وتمديده حتى بعد خروج الجيش السوري من لبنان هو أمر مؤسف وغير مقبول ، ولذلك المطلوب أن يعود الجميع إلى انتفاضة على الذات والعودة إلى استقلال حقيقي وسيادة حقيقية والى قرار حر حقيقي لا يقوم إلا على احترام الدستور وعلى شراكة وطنية فعلية».

ورداً على سؤال عن مدى مساهمة التحالف مع القوات اللبنانية في اعادة تكريس مبادىء التحرر واسترجاع حقوق المسيحيين أجاب كنعان «الى أقصى حد».

من جهته، قال المنسق العام للأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد «إن النظام السوري فقد أحد أحزمة حمايته بعد انسحاب جيشه من لبنان عام 2005 «، مشيراً إلى أن «طهران تحولت إلى أهم المدافعين عن نظام بشار الأسد، عقب مغادرته للساحة اللبنانية».وأضاف «أن الأيام أثبتت أن بقاء جيش سوريا في لبنان، كان يحمي نظام بشار الأسد الذي كان يستخدم ثلاثة أحزمة أمان لحمايته، تمثلت في الهدنة مع إسرائيل، وقمع المعارضة الداخلية، والإبقاء على جيشه في لبنان «. وقال «إن اندلاع الثورة في سوريا أدى إلى انزلاق نظام الأسد والإيرانيين وبالتالي تراجع نفوذهم في لبنان»، ورأى أنه «قبل انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، كان النظام في دمشق يحمي مصالح طهران وتنظيم حزب الله، أما بعد هذا التاريخ فأصبح النفوذ الإيراني في المنطقة هو من يحمي نظام الأسد».

واعتبر «أن تنظيم حزب الله تحوّل بعد مغادرة الجيش السوري للساحة اللبنانية، إلى دار أيتام للشخصيات اللبنانية التي كانت تدور في فلك هذا النظام».

&