&&كشف مصدر مطلع وذو صلة بحركة الميليشيات المسلحة في سوريا القادمة من العراق والمدعومة من إيران والتي أصبح لها نفوذ قوي أن «من بين أهم ما يجري التخطيط له هو جلب عوائل عراقية وبالذات من المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية وإسكانها في الكثير من المناطق السورية وخاصة في مناطق داريا ومعضمية الشام والميدان حيث تم بالفعل نقل ما لا يقل عن 300 عائلة عراقية إلى هناك بهدف إجراء تغيير ديموغرافي وذلك بالتنسيق مع مسؤولين في النظام في سوريا».

وأضاف المصدر المطلع والمقيم في العاصمة اللبنانية بيروت لـ«الشرق الأوسط» في لندن عبر الهاتف أن «حركة النجباء التي يتزعمها أكرم الكعبي الذي بات مقربا من إيران وعلى صلة مباشرة بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هو من يتولى ترتيب هذه الأمور بالاتفاق مع جهات وقادة فصائل هناك حيث تمنح كل عائلة راتبا قدره 2000 دولار وبيتا للسكن». ويضيف المصدر المطلع قائلا إن «الكعبي لديه للقتال في سوريا نحو 5000 مقاتل وهو الفصيل الأكبر عددا من بين الفصائل العراقية المدعومة من إيران يليه في ذلك قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق بنحو 2200 مقاتل لكن تتقدم الطرفين كتائب أبو الفضل العباس بنحو 8000 مقاتل غير أن للكعبي ميزة لا يمتلكها البقية وهي أنه الوحيد الذي يقاتل خارج حدود دمشق مع الأفغان والباكستانيين».

وردا على سؤال بشأن التسلسل الذي يحمله الكعبي وحركته لدى الإيرانيين بالقياس إلى الفصائل والميليشيات الأخرى قال: إن «الكعبي صار الآن هو الرقم واحد وذلك بسبب امتلاكه ميزات منها الصبر والطاعة وتنفيذ الواجبات بدقة ودون تردد بالإضافة إلى إيمانه بشكل مطلق بولاية الفقيه ومجاهرته بذلك وهو ما لم تقم به بنفس الفاعلية كما أنه وهذه ميزة أخرى باتت تبحث عنها طهران هي أنه بات الأهم في سوريا بعد (حزب الله) حيث لديه مقاتلون كثر في مناطق غرب حلب»، مبينا أن «معظم تدريبات مقاتلي الكعبي تجري في إيران بعد انشقاقه عن زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي والذي كان قد انشق هو الآخر عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عام 2007».

ويعزو المصدر المطلع تنامي دور أكرم الكعبي وحركته «النجباء» على حساب تراجع الاهتمام بالفصائل الأخرى ومنها عصائب أهل الحق إلى كون أن «الكعبي كان قد برز في القتال في سوريا بينما الخزعلي بدأ يطالب بأشياء كثيرة داخل العراق وهو ما لم يرق للإيرانيين»، مستطردا بالقول إن «الآخرين مثل أبو مهدي المهندس فإن إيران باتت تنظر إليه على أنه مغامر ويحب الشهرة والرئاسة و(حزب الله) يعتبر هو الذراع المخابراتية الخفية بينما الكعبي هو المقاتل الذي بات يعول عليه الكثير حتى على صعيد معركة الموصل المقبلة حيث منحته إيران الدور الأكبر فيها وذلك استكمالا لدوره في عملية التغيير الديموغرافي التي ستمتد من مناطق كثيرة في صلاح الدين والموصل وصولا إلى سوريا». ويشير إلى أن «الكعبي أصبح لديه حضور في الكثير من المؤسسات الهامة داخل العراق حاليا مثل المخابرات والأمن الوطني والاستخبارات والشرطة الاتحادية بالإضافة إلى جمارك الجنوب».

وكان رئيس مركز الدراسات بمجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي أكد أن إيران لا تقوم بأي دور في العراق «الا بإذن من الحكومة العراقية». وقال ولايتي في حديث صحافي في ختام اجتماع مع أعضاء حركة النجباء إن «أعضاء حركة المقاومة الإسلامية في العراق النجباء هم مجموعة من الشباب العراقي المؤمن المقاوم والمناضل والمتحمس المتواجدين في ساحات القتال». وأضاف ولايتي أن «الحركة مصممة على تحرير الموصل حيث ستشارك في عملية التحرير قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي ولن يسمحوا مطلقا للأميركيين بالقيام بأي دور في عملية تحرير الموصل»، مؤكدا أن «حركة النجباء استفادت من المساعدات التي قدمتها الجمهورية الإسلامية للشعب العراقي ضد الاحتلال الأميركي».

&