جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس التنفيذي لشركة

جانب من لقاء الأمير محمد بن سلمان بالرئيس التنفيذي لشركة "سوفت بنك" في شهر أكتوبر الماضي.

 

«الاقتصادية» من الرياض

أعلنت شركة "أبل"، اعتزامها استثمار مليار دولار في صندوق التكنولوجيا الجديد التابع لمجموعة سوفت بنك للمساعدة في تمويل التكنولوجيا التي قد تستخدمها في المستقبل.

وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، قالت المتحدثة باسم "أبل" كريستين هوقويت، "نعتقد أن صندوقهم الجديد سيزيد من سرعة تطوير التكنولوجيا، التي قد تكون مهمة من الناحية الأستراتيجية لشركة أبل". وأردفت قائلة "إن شركة أبل عملت مع شركة اتصالات يابانية لسنوات عديدة".

ويهدف صندوق رؤية سوفت بنك، الذي أُعلن عنه في شهر أكتوبر، لجمع 100 مليار دولار. ومن المقرر أن يتم إطلاقه بشكل رسمي في الأسابيع القليلة المقبلة. وإضافة إلى شركة أبل وسوفت بنك التي تستثمر مبلغ 25 مليار دولار، تستثمر الحكومة السعودية مبلغ 45 مليار دولار.

كما بحث آخرون مسألة الاستثمار في هذا الصندوق ومن ضمنهم صندوق الثروة السيادي لإمارة أبو ظبي، وهيئة قطر للاستثمار، وشركة كوالكوم المصنعة لرقائق الأجهزة الإلكترونية.

ويعكس استثمار شركة أبل في الصندوق تحولا في استراتيجية استثماراتها، حيث في العام الماضي، استثمرت الشركة مبلغ مليار دولار في شركة ديدي شوكينج التي تُعد بمنزلة المنافس المحلي لشركة أوبر في الصين.

وتعتبر مجموعة سوفت بنك التي تأسست في 3 سبتمبر 1981 على يد رجل الأعمال الياباني ماسايوشي سون، واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم التي يقع مقرها في العاصمة طوكيو. حيث احتلت المجموعة المرتبة 62 على مستوى العالم خلال التصنيف الذي أجرته "فوربس جوبال 2000". كما أنها تصنف كأكبر شركة عامة وثالث أكبر شركة مساهمة عامة في اليابان بعد "تويوتا" و"ميتسوبيشي المصرفية".

وحققت "سوفت بنك" ارتفاعا كبيرا في قيمتها السوقية بين عامي 2009 و2014 بنسبة 557 في المائة كأكبر رابع زيادة نسبية في العالم خلال تلك الفترة.

كما أن لدى المجموعة عديدا من الشراكات الأجنبية المختلفة أبرزها "ياهو" إضافة إلى امتلاكها حصصا في مجموعة "علي بابا" وشركة سوبر سل المتخصصة في ألعاب الفيديو.

وتعد شركة الاتصالات اليابانية، سوفت بنك اللاعب الوحيد الذي استفاد من تدني قيمة الجنيه الاسترليني مقابل الين، بعدما استحوذت في تموز (يوليو) على شركة "أيه آر إم هولدينجز" القابضة، إحدى كبريات الشركات التكنولوجية في بريطانيا، مقابل 32 مليار دولار، وتعد هذه الصفقة أول صفقة استحواذ كبيرة على شركة بريطانية منذ "البركسيت".

وكان اقتصاديون وتقنيون، أبرزوا لـ "الاقتصادية" الإيجابيات التي ستعود على المملكة من تأسيس "صندوق رؤية سوفت بنك" للاستثمار في القطاع التقني، مشيرين إلى أن الاستثمار في التقنية والمعرفة هو الاستثمار الواعد لأي اقتصاد في العالم وأحد أسباب النمو السريع. وأضافوا أن "الصندوق الجديد يعد خطوة مهمة ستكون إحدى ركائز تنويع مصادر الدخل في المملكة، كما أنه سيرسم الملامح والخريطة التقنية التي تستهدف المملكة تحقيقها خلال خطواتها الجادة نحو تحقيق "رؤية المملكة 2030"، في ظل توجه الدول الحديثة إلى الاعتماد على القطاع التقني بشكل رئيس".

واستدلوا على ذلك بتقدم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان وكوريا على سبيل المثال، التي اعتمدت بشكل كبير على التقنية الحديثة واقتصاديات المعرفة، وعليه بدأت المملكة طرق هذا الباب والاستثمار فيه.

وأكدوا أن تأسيس "صندوق رؤية سوفت بنك" خطوة مهمة، خاصة أن الصناعة التقنية تعد من الصناعات الجديدة وتضمن مستقبلا جيدا للدارسين فيها، مشددين على ضرورة كل دولة للدخول فيها بخطى ثابتة لتضمن للدارسين التقدم في العلوم التقنية. ولفتوا إلى أن التقنية تساعد على تطوير الخدمات الإلكترونية والتقنية والاستثمار في الجوانب التقنية بشكل أكبر والاستفادة منها عند اتخاذ القرار، لدورها في توفير التكاليف ورفع كفاءة الإنفاق، مشيرين إلى أن الاستثمار في التقنية سبب مهم في النمو السريع. وذلك علاوة على أن تطوير البنية التحتية الخاصة بالاتصالات وتقنية المعلومات يرفع نسبة الاستثمارات الأجنبية، ويعد نقطة تحول للمملكة للاستثمار في المجالات المعرفية والتقنية، خاصة أنها استثمارات ذات مستقبل واعد وأنها من الصناعات سريعة التطور والاستثمار فيها تصاعدي وتعمل علی إيجاد إيرادات مالية مرتفعة. وبينوا، أن تطوير قطاع تقنية المعلومات يسهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للجهات المشاركة في برنامج التحول الوطني، ويلعب دورا في تحسين كفاءة وفعالية القطاعات من خلال تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمية.