عبدالله بن بخيت

بعد كل عملية تصدٍ للإرهاب ينتابني قلق في صيغة سؤال.. من هم هؤلاء الذين ينفذون العمليات الإرهابية؟

حتى الآن لم تقدم لي سوق الكتب العربية دراسة عن المصادر لنشأة الإرهابي. أسئلة كثيرة يتوجب أن نعرف أجوبتها وسهلة المنال. من أين يأتي الإرهابيون إذا لم يأتوا من عائلات مثلي ومثلك؟ ما الذي يجمع (اجتماعيا) بين كل هؤلاء الشباب الذين يضحون بشبابهم وأهليهم والحياة كلها من أجل فكرة لا عقل لها.

الحياة المقرونة بالسعادة هي أثمن شيء منحه الله للبشر كيف يضحي بها إنسان بكل هذا التهور والجنون والعنف. تمنيت دائما أن أحصل على حقائق لا حكي جرائد. لا أستطيع أن أتخيل أن فكرة الإرهاب نبتت في ذهن صاحبها وتخلقت وتطورت ثم نفذت دون أن يكون للمنزل دور فيها. تأثير الأسرة النووية رقم واحد في إعداد الإنسان للحياة. نتحدث في معرض حديثنا العلمي الأكاديمي عند تحليلنا للجرائم (السرقة، البغاء، المخدرات) عن تأثير الأسرة.. أسرة مفككة، أسرة فقيرة، تعنيف أسري، والدان مدمنان على المخدرات.. الخ. كيف هي الأسر التي يخرج منها هؤلاء الإرهابيون؟

تساؤلاتي هذه قادت إلى تذكر الجامعات السعودية. بعيدا عن تخريج طلاب متزودين بقليل من العلم ما هو دور الجامعات السعودية في الأحداث الكبيرة التي تلم بالبلد والمنطقة؟ كم كتاب أو دراسة قدمتها الجامعات السعودية عن إيران؟ كم رسالة دكتوراه أقرتها الجامعات السعودية تبحث في تحولات الثورة الإيرانية وأثرها في تقوية الفكر الديني وتشكل العقول الأسطورية في المنطقة؟ لا يمر يوم دون أن تقرأ عن جهيمان حتى أصبح أيقونة التخلف الوطني. بقيت قصة جهيمان مجرد كلام يردده الكتاب والصحافيون وصانعو الرأي العام في ظل صمت الجامعات السعودية. في السنة المنصرمة كان حديث المثقفين والصحافيين والاقتصاديين الصحافيين عن رؤية 2030. لم أسمع أن جامعة سعودية عقدت ندوات ودعت أصحاب الفكرة عن الرؤية للبحث في الأمر. ولم أسمع أن أيا من المسؤولين عن الرؤية دعا الجامعات أو ادعى أحد أن الجامعة الفلانية أسهمت في تطوير الرؤية.

أحداث كبيرة مرت وتمر.. الإرهاب، التحول الاقتصادي (الرؤية)، سقوط دول تحت ما أطلق عليه الربيع العربي تراجع أسعار النفط الدراماتيكي، سيطرة العالم الرقمي على توجهات الحضارة. حوار الأديان، العنف واللاجئون وصعود الحوثيين.. أحداث تهز العالم ولا كلمة للجامعات السعودية فيها.. ما الذي يشغل الجامعات السعودية عن الواقع الذي يعيش فيه البشر؟