شهريار كيا

بدأت انتفاضة الشعب السوري منذ ست سنوات من أجل الحرية بعد عقود من الدكتاتورية في بلادهم، وتطورت الانتفاضة الآن إلى حرب إقليمية وأزمة عالمية، ويعزى ذلك إلى حقيقتين لا يمكن إنكارهما:

أولا: تقاعس المجتمع الدولي والسياسة الغربية التي فشلت في مواجهة تحديات الشرق الأوسط.

ثانيا: النوايا السيئة التي تتبعها إيران، والتي تعتبر أصل كل الاضطرابات والأزمات الراهنة التي تجتاح المنطقة.

حاليا، وفي أعقاب مأساة مدينة حلب وفقدان ما يقرب من نصف مليون شخص في سورية، ينبغي علينا أن نسعى لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية وتحقيق السلام والأمن في سورية ومنطقة الشرق الأوسط عموما. 

لقد باءت كل المحاولات لاستهداف المصدر الفعلي للمأزق السوري بالفشل، كونها ليست أكثر من نظام تغيير بشار الأسد المدعوم من إيران. و قد أدت الشكوك والتحفظات المتعلقة بتبني حل حاسم إلى تكثيف الكوارث، وتورط مختلف الأطراف في حرب غير مرغوب فيها تُغرق المنطقة بأسرها في مزيد من إراقة الدماء.

ويمثل تدخل طهران ودعمها للميليشيات الشيعية في العراق وسورية وخارجهما أكبر خطر يحدق بالمنطقة، حيث تسبب تدخلها في مقتل مئات الآلاف من الناس وتدمير المدن وتشريد الملايين ونزوحهم إلى أنحاء مختلفة في العالم. 

كما أدى تدخل إيران في المنطقة إلى ازدياد نشاط الأصوليين وصعود تنظيمي داعش والقاعدة. ولقد كانت الجرائم البشعة التي ترتكبها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ضد السُنة في العراق وسورية وغيرهما من البلدان سببا في توسيع نشاط الجماعات الأصولية السنية وتجنيد المزيد من الأعضاء.

وعلقت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، مريم رجوي، عن الوضع الراهن فقالت "منذ أربع سنوات وأنا أحذر من خطر تدخل الملالي في العراق الذي يُعد أكثر خطورة بـ100 مرة من طموحاتها النووية".

وفي الواقع أن السلام الحقيقي والأمن الدائم في منطقة الشرق الأوسط أمر لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق تغيير النظام في إيران وإقامة حكومة ديمقراطية في طهران. ولذا فإن وضع حد لتدخل إيران فقط في سورية والمنطقة لن يحقق الاستقرار في المنطقة، بل يجب المضي قدما في معاقبة كيانات الدولة الإيرانية التي تدعم الإرهاب، بما في ذلك الحرس الثوري والميليشيات الشيعية التابعة لها.