جهاد الخازن

ترك باراك أوباما البيت الأبيض وهو يحظى بتأييد 60 في المئة من الأميركيين، ودخله دونالد ترامب بنسبة تأييد بلغت 40 في المئة.

عبر القرن الماضي ثلاثة رؤساء فقط زادت شعبيتهم على أوباما وهم يتركون الحكم، وتسعة رؤساء كانت شعبيتهم أقل. روزفلت وكلينتون وريغان زادت شعبيتهم على شعبية أوباما، وهو تقدم على أيزنهاور وكنيدي وبوش الأب وفورد وجونسون وكارتر وبوش الابن وترومان ونيكسون.

وكنت تحدثت غير مرة في الأسابيع الأخيرة عن إنجازات أوباما في الحكم وتقصيره معنا، فلا أعود إلى شيء سجلته، وإنما أكمل مع رجل الأعمال الرئيس دونالد ترامب، ففوزه يذكّرني بعبارة يرددها الناس هي: فقط في أميركا. المقصود بهذه العبارة أن العجائب والغرائب لا تحدث إلا في الولايات المتحدة، حيث الفوز بالرئاسة تقرره الندوة الانتخابية لا أصوات الناخبين جميعاً.

ترامب فاز بولاية بنسلفانيا بغالبية 44312 صوتاً، وبولاية ميشيغان بغالبية 10704 أصوات، وبولاية وسكنسن بغالبية 22177 صوتاً، أو ما مجموعه 77193 صوتاً. أنصاره رفضوا إعادة جمع الأصوات في أي من هذه الولايات.

هيلاري كلينتون نالت 2.9 مليون صوت أكثر من ترامب في مجموع أصوات الناخبين وخسرت الرئاسة. ترامب قال في تغريدة له وقبل يومين، إن ثلاثة ملايين لاجئ غير شرعي إلى خمسة ملايين صوتوا لهيلاري كلينتون. هذا كذب وقح لا يقدر على مثله سوى ترامب. وهو الآن يطالب بتحقيق، وأيضاً بدرس صور تنصيبه رئيساً للمقارنة بتنصيب أوباما.

جريدة «واشنطن بوست» كشفت في 9/11/2016 أن الروس تجسسوا على الحزب الديموقراطي ونشروا ما وجدوا ليستفيد ترامب. و «نيويورك تايمز» في اليوم التالي كشفت أن الروس تجسسوا على الحزب الجمهوري أيضاً إلا أنهم كتموا ما وجدوا حتى لا يؤذوا ترامب.

أجهزة الاستخبارات الأميركية كلها قالت إن الروس تجسسوا على الانتخابات الأميركية لمصلحة ترامب، وهو أنكر ذلك مرة بعد مرة، ثم قال بعد فوزه إن احتمال تجسس الروس ممكن.

مرة أخرى، «فقط في أميركا» يمكن أن يحدث هذا. وترامب وعد بتسليم أولاده أعماله التجارية إلا أنه ألغى مؤتمراً صحافياً يعلن فيه قراره. وقرأت لمحامين دستوريين قولهم إن ترامب يخالف الدستور من لحظة دخوله البيت الأبيض إذا لم يسلم أعماله التجارية إلى آخرين.

مجلس الشيوخ وافق على بعض مرشحي ترامب للمناصب العليا مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن القومي جون كيلي ورئيس «سي آي أي» مايك بومبيو. هناك 690 منصباً حكومياً يجب أن يوافق عليها مجلس الشيوخ، وقد أعلن ترامب حتى الآن أسماء 28 مرشحاً لإدارته، ولا يزال هناك 662 منصباً لم يعلن الرئيس الجديد أسماء المرشحين لها.

شخصياً، أوافق فقط على ريكس تيلرسون وزيراً للخارجية، والجنرال ماتيس في وزارة الدفاع. تيلرسون، بحكم رئاسته شركة نفط كبرى، يعرف الدول العربية، وماتيس حارب لتحرير الكويت، وكان سجله طيباً.

يضيق المجال عن أن أسجل اعتراضاتي العربية على مرشحين آخرين، فأقول إن السناتور جيف سيشنز المرشح لمنصب المدعي العام، أي وزير العدل، له سجل عنصري وقد أيد البيض وجماعاتهم التي ترى أنهم «متفوقون». أما بيتسي دي فوس، المرشحة وزيرة للتعليم، فهي متدينة تريد أن يرسل الناس أولادهم في ولايتها ميشيغان إلى مدارس تبشيرية على حساب الولاية.

معلوماتي السابقة صحيحة وأترك للقارئ أن يصل إلى رأيه الخاص في ترامب وأركان إدارته.