القاهرة - محمود دهشان 

أثار قرار كنيسة الأقباط الأرثوذكس في أسيوط (صعيد مصر) منع دخول الفتيات والسيدات الكنيسة بـ «ملابس غير لائقة» جدلاً واسعاً في الأوساط المسيحية، بعد أن ألزمت الإيبراشية السيدات والفتيات اللائي يأتين الكنيسة بملابس تخلو من الاحتشام، ارتداء زي وفرته، خصوصاً في المناسبات الطقسية كالأعياد وصلوات طقس الإكليل والمعمودية.

وطُبِق القرار في مدينة أسيوط وسيُعَمم تدريجياً على كنائس مدن وقرى المحافظة، بعد توفير بيوت الخدمات التابعة للكنيسة الزي النسائي لتتسلمه السيدات عند دخول الكنيسة وتفصيله بقياسات مختلفة لتناسب الجميع. ووجد قرار أسقف أسيوط وتوابعها الأنبا يؤانس تأييداً من قطاعات مسيحية ومعارضة من قطاعات أخرى، إذ رأى مؤيدوه، وفي مقدمهم قيادات الكنيسة، أن ارتداء ملابس محتشمة أمر بديهي عند دخول دار للعبادة، ولا يحتاج إلزاماً، فيما يقول معارضوه إن جوهر تعاليم المسيحية هو لياقة العقل والقلب والروح وليس المظهر الخارجي وهذا الإلزام يعتبر ثقافة دخيلة على المسيحيين.

وهذه ليست المرة الأولى التي يفرض فيها أسقف قرارات مشابهة، إذ فعلها مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري الأنبا بيشوي، إلى جانب إعلان سكرتير المجمع المقدس الأنبا رافائيل في وقت سابق أنه لن يصلي صلاة الإكليل إذا كانت العروس تكشف عن جسدها.

وهناك نظام لامركزي يحكم الكنسية القبطية الأرثوذكسية، يعطي لكل أسقف الحق في إدارة شؤون إيبراشيته روحياً ومادياً ورعوياً بالشكل الذي يروق له. وأكد الأنبا يؤانس، في تصريحات تلفزيونية، أنه تم التنبيه على الفتيات والشباب بعدم ارتداء الملابس غير اللائقة لدور العبادة، لافتاً إلى تصميم ملابس تناسب جميع الفتيات ومن لم يلتزم ويعارض لن يدخل الكنيسة وستصرفه «الكشافة» (أمن إداري تابع للكنيسة) بهدوء، مشيراً إلى أن قراره اقتصر على الأفراح وصلاة الإكليل، خصوصاً أن السيدات في مثل هذه المناسبات يرتدين ملابس لا تليق بدور العبادة.

وقال سكرتير بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية القس إنجيلوس إسحق لـ «الحياة»: «ننادي جميعاً بالاحتشام ولكن لا نستطيع أن نُلزم به أحداً فهي حرية شخصية لكل إنسان، ولكن لا بد من ضرورة احترام دور العبادة».

وأضاف: «لا بد أن نراعي الاحتشام في الملابس في شكل عام وليس في الكنيسة فقط، وفي الوقت ذاته لا نملك إلا تقديم النصيحة»، موضحاً أن «شعب أسيوط محافظ بطبيعته لكن وسائل الإعلام تحاول أن تظهر الموضوع على غير حقيقته وتهول الأمور».