مها الشهري

ينظر بعض المسؤولين إلى الإعلام وكأنه أداة للتشهير والفضيحة، هذا بالرغم من أن تداول قضية ما إعلاميا يعتبر جزءا من الحل لمشكلتها، وفي المحصلة فإن القضية مشتركة بين المواطن والجهة المسؤولة عن معالجتها، بينما من واجبات الإعلام أن يكشف عن هذه القضايا.. ليس من أجل الاتهام والضغط على الجهة المسؤولة -وإن كنا أحيانا بحاجة إلى ذلك- وإنما من باب المساعدة لها لتجد طريقها إلى الحل، وإن كان بعض المسؤولين ينظر إلى الأمر بخلاف ذلك فهذا يعني أنه يتوجب عليه تصحيح مفاهيمه واتجاهاته الشخصية الخاطئة تجاه دور الإعلام في المجتمع.

هناك جهات ترفع قضايا على كتاب وصحافيين وإعلاميين انطلاقا من الفهم الخاطئ لدورهم من قبل المسؤول، ظنا منه أنها اتهامات أو إدانة بالتقصير في قضايا قد يستشري فيها الفساد دون علمه وخوفا من الوقوع في المساءلة، بينما يعلم الجميع أن الفساد والخطأ وارد في أي منظومة بشكل طبيعي وصحي ولكن المشكلة في التراخي والاستهانة في معالجة هذه الأخطاء التي تستحضر دور المسؤول بشكل أولي بما يتطلب منه توضيح الموقف للجميع، من يخاف من محاسبتهم ومن هو مسؤول عن قضاياهم.

إن إثارة قضية فساد بدأت من 20 سنة لا تعني اتهام المسؤول الحالي أو حتى الذي قبله، بينما ينبغي على المسؤول أن يضع يده بيد الإعلام للإيضاح والتحري والبحث، وما يتوجب عند كل قضية أن تتعاطى الجهة المسؤولة من خلال متحدثها الإعلامي وأن تبرز ما لديها من مشاكل وما لديها من خطط لتصحيح تلك المشكلات فضلا عن أن الاعتراف بوجود الخطأ يعتبر جزءا من الحل، وذلك عوضا عن التمحور حول الذات والهجوم على الإعلام واتهامه في حالة دفاعية غير مبررة.