سعد الدوسري

 أتخيل الآن وجه ذلك الإعلامي العربي الذي كان اللعاب يتطاير من كل أجزاء فمه، وهو يدافع عن المملكة في تلك القناة الفضائية. أتخيله الآن، وهو يهاجمنا بكل ما أوتي من قوة صوتية، وأتساءل:

- ألا يفهم هذا المسكين ما يجري؟!

لقد دخلت المملكة اليوم مرحلة الوضوح الكامل في مواقفها السياسية، وصار لا يهمها ردود فعل المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية من هذه المواقف. وربما لم يستوعب معظم الإعلاميين هذا التحول، واستمروا يمارسون نفس السلوك القديم، معتقدين بأنهم إذا هاجموا سياسة المملكة ومواقفها، سيتم تحرير الشيكات الدولارية لإسكاتهم!

في الجانب الآخر، حيث المؤسسات التي دأبت على مهاجمة المملكة في السراء والضراء، صرنا نشاهد تقارير إعلامية مصورة، غاية في التردي المهني، وفي البعد عن الحياد، وفي تجسيد الكراهية والغيرة القاتلة والحقد المبيت، إلى درجة أنه لم يعد لديهم سوى الملف السعودي، وتفكيك الدولة السعودية، مستخدمين من أجله كل قدراتهم وعلاقاتهم في استضافة المحللين والكتاب وفي استنطاق قدامى السياسيين. ولأن ذلك كله، لم يثن المملكة من إكمال برنامجها الإصلاحي، ولأن كل ما يرهقون أنفسهم في إنتاجه، لم يجد آذاناً صاغية، تحولوا إلى وحوش مسعورة، لا تتوقف عن النهش.