أحمد عبد القادر المهندس

تؤكد الإحصاءات أن وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية قد أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام وتوجه ووقت الكثير من شرائح المجتمع السعودي، وقد ازداد شغف السعوديين بهذه الوسائل لنقل أحداث حياتهم تماشياً مع تطور الأجهزة الذكية. وتضاعف عدد المستخدمين لهذه الوسائل من 8.5 ملايين مستخدم إلى أكثر من 18.5 مليون مستخدم. ولعل أكثر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية نشاطاً وتفاعلاً في المملكة هو برنامج الواتس آب مع منافسة كبيرة من تويتر وإنستغرام وسناب شات ويوتيوب بالإضافة إلى الفيس بوك، وقد احتل السعوديون المركز الأول عالمياً في سناب شات، حيث يتابعه أكثر من 8 ملايين مستخدم، أما تويتر فقد أوضحت الإحصاءات أن الحسابات النشطة فيه تجاوزت 9 ملايين متابع، تطلق الملايين من التغريدات..

ومع أن وسائل التواصل الاجتماعي فيها كثير من الإيجابيات نظراً لما تتيحه من حرية في النقاش وإبداء الرأي في كثير من الأمور التي تتعلق بحياتنا، إلا أن بعض الآراء المسيئة للمجتمع السعودي يمكن أن تسبب البلبلة والفوضى، خاصة لمن يحقدون على المملكة، وينتحلون أسماء وهمية، لزرع الفتنة وصناعة الأوهام والأكاذيب.

أما إذا استخدمت هذه الوسائل بشكل جيد فإنها ستكون منصة لتقديم الخدمات المناسبة وإبراز المواقف الإيجابية، ونقل المعارف وتشجيع المواهب.

وفي تويتر مثلاً هناك الغث والسمين من الأفكار والعبارات تمت صياغتها في حروف معدودة، لا تتعدى 140 حرفاً (280 حرفاً حالياً) تتضمن توضيحاً وتركيزاً على الفكرة أو الأفكار، وهذا يحد من الثرثرة التي ربما لا تؤدي إلى المطلوب.

وبالرغم من محدودية حروف تويتر، إلا أنها أثرت على المجتمع السعودي بشكل واضح، وفتحت الآفاق أمام الناس للتعبير عن مشكلاتهم وأفكارهم وهمومهم اليومية.

إن وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية ذات قدرة كبيرة في التأثير على الإنسان والمجتمع أكثر من جميع وسائل التواصل التقليدية، والأمل أن يكون هناك مسؤولية في معرفة الخط الفاصل بين الحرية التي يزاولها المستخدم، وما عليه من التزامات ومسؤوليات، اجتماعية ووطنية وإنسانية في آن واحد.