سمير عطا الله

قال الزعيم الباليستي الضاحك إن دونالد ترمب «عجوز»، فرد ترمب بأن كيم جونغ أون «قزم». أيام الزعيم الباليستي الأب، قال جورج بوش الابن، إن كيم جونغ ايل «قزم» فردت فرق مكبرات الصوت في كوريا الشمالية أن نائب الرئيس ديك تشيني «أكثر وحش مفترس، ومتعطش للدماء»، ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد «قزم سياسي» و«جزار بشري» و«طاغية فاشستي تخجل منه الأغوال»، و«لا يبدو هتلر أمامه شيئاً في القتل وهستيريا الحروب».

هل تريد رأيي المتواضع؟ فلتعش وتنتعش مكبرات الصوت إلى الأبد، ولا طلقة واحدة من هنا أو هناك. عام 1994 درس بيل كلينتون احتمال القيام «بضربة جراحية» على منشآت يونغ بيون النووية، فقيل له إن التكلفة سوف تكون مليون إنسان بينهم مائة ألف أميركي و100 مليار دولار، وسوف تسبب خسائر قدرها 3 تريليونات دولار في شمال شرقي آسيا، أكثرها في كوريا الجنوبية.
كان هذا بأرقام عمرها، الآن مر نحو ثلاثة عقود، وقبل أن يستعرض جونغ أون الصواريخ التي تطال الولايات المتحدة مروراً بطريقها على اليابان. أقصى ما لوّح به يومها الأنفاق المزروعة بالقذائف الكيمائية التي يمكن إطلاقها على كوريا الجنوبية! هل يفيدك أن تعلم أن أكبر سوق تهريب في الشمال هي سوق فطائر الشوكولا «تشوكو باي» المصنعة في سيول، وتغمر مبيعاتها اليابان وأوزبخستان بنصف دولار ونحو 10 دولارات في كوريا الشمالية؟

لا. لا يفيد. الزعيم الضاحك هوايته الوحيدة الصواريخ، لا ألواح الشوكولا. وهو يعرف أنه كلما انتفخ ضحكاً شعر الجوار بالخوف. ولكن ثمة ميزة يجب أن نلاحظها في كيم الجد وكيم الابن وكيم الحفيد. أنهم يصنعون الباليستيات العابرة للقارات، ويرسلونها إلى المخازن. وفيما عدا ما يصدرونه منها، أو من قطع الغيار، فإن شبه الجزيرة الكورية لم تسمع طلقة واحدة منذ الهدنة قبل 60 عاماً: لا مقارنة بينها وبين الشرق الأوسط ولا مع دول البلقان ولا مع الفيتنام، ولا مع أي منطقة أخرى من مناطق الصراع في العالم.

وكيم الحفيد يمارس حريته. لا يريد أن يصنع «تشوكو باي» لأطفال البلاد لأنها صناعة صعبة ولا تفيد، في حين أن الصناعة الباليستية ترعب العالم وتجبره على توسلك. خمس دول كبرى، ومعها ألمانيا، ناشدت إيران طوال 14 عاماً ألا تستكمل صناعة القنبلة بحيث لا تضاف قطعة أرض أخرى إلى ما سماه كلينتون «القطعة الأكثر إرعاباً على الكوكب»، أي منشآت الكيماويين في شمال كوريا. اللهم اضحك ما تشاء أيها الرفيق، فكل ذلك لا يساوي دمعة واحدة من رماد الشمال أو الجنوب.