خالد بن عبدالعزيز العتيبي

الحرب الكلامية والتوترات السياسية بين الولايات المتحدة، وبين نظام الملالي الإيراني الذي يباهي بقوته الصاروخية وبأنها سوف تقف في وجه الشيطان الأميركي كما يدعي لم تنعكس على أسعار النفط التي عادة ما تتلقى مثل تلك المناوشات حتى وان كانت كلامية أو بتصريحات متبادلة بالصعود.

من يعود بذاكرته سنوات إلى الوراء وفي عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، سيتذكر حتماً كيف كانت تلك الحرب الكلامية تلقي بتأثيراتها الإيجابية على أسعار النفط، وكيف تفاعلت الأسواق النفطية مع المخاوف من وقوع حرب بين النظام الإيراني والولايات المتحدة؛ حيث توالت معه صعود أسعار النفط بصورة مثيرة حتى تجاوزت 140 دولاراً.

هذه المرة افتقدت أسعار النفط ذلك السيناريو المثير وبتفاعلاته من تلك المناوشات والحرب الكلامية والتي لم يظهر لها تأثير، ليس لعدم قيمتها أو وما تحمله من معاني، وإنما لعدم مصداقيتها أيضاً، حيث أن كثيرا من المضاربين في أسواق النفط مشككون في تلك المناوشات وما يدور من حرب كلامية، وإضافة إلى ذلك هو طبيعة المتغيرات، فازدهار الإنتاج من النفط الصخري وتخمة المعروض لم تكن موجودة في ذلك الوقت الذي كانت فيه السوق النفطية تعاني من شح في المعروض، وهو الأمر الذي استدعى المملكة بسياستها الحكيمة لزيادة إنتاجها للحفاظ على الأسعار من الانفلات الصعودي، ولو لم تقم بذلك لتجاوزت أسعار النفط 200 دولار بعد أن كانت قريبة منه حينما قفزت فوق الـ145 دولاراً.

لا أعتقد أن يكون لتلك الحرب الكلامية أي تأثير مستقبلاً على أسعار النفط من حيث الارتفاع ما لم يحدث ما هو بغير الحسبان وتتحول تلك الحرب إلى حقيقة واقعة، وسوف تؤدي بكل تأكيد إلى ارتفاع أسعار النفط وسوف تتغافل السوق النفطية عن أي ارتفاع لمخزون الولايات المتحدة من النفط أو أي انتعاش لإنتاج النفط الصخري.

أما ما يحدث في سوق الأسهم السعودية من تراجع هو في رأيي ليس له علاقة بتلك التوترات التي تحدثت عنها كما يضخمها البعض، وإنما بسبب حالة عدم اليقين التي تمر بها عادة أسواق المال مما يؤدي إلى العزوف عن الشراء وإلى اختلال التوازن بين العرض والطلب، وينسحب بتأثيراته المباشرة على تراجع الأسعار وبالتالي تراجع المؤشر العام وانخفاض الإجماليات المنفذة.