أسامة سليمان من فيينا

توقع تقرير "أويل برايس" الدولي أن يكون لتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد آثار إيجابية وعميقة بشكل واسع على سوق النفط، مشيرا إلى أن ولي العهد أكد مرارا أن السعودية تعمل على تحقيق أهداف استقرار وتوازن السوق.

ولفت التقرير إلى الدور المؤثر الذي قام به الأمير محمد بن سلمان على كل الأصعدة في الآونة الأخيرة، خاصة برنامج التحول الاقتصادي وغيرها من أوجه النهضة التنموية في البلاد.
وأضاف أنه مع هبوط الأسعار إلى أقل من 30 دولارا للبرميل في أوائل عام 2016 عادت السعودية لتكون المحرك الرئيس في "إدارة السوق"، من خلال تقييد الإنتاج لتحقيق الاستقرار في الأسعار.

وأشار إلى أن خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة أوبك بالتعاون مع المنتجين المستقلين الذي تم مد العمل به تسعة شهور إضافية ترى بعض الأوساط المالية والنفطية أنه ما زال غير كاف لتحقيق التوازن في السوق مؤكدة أنه ليس من المستحيل تماما العودة مرة أخرى إلى المنافسة على الحصص السوقية.

وذكر التقرير أن تعميق التخفيضات مطروح بشدة على مائدة المفاوضات المقبلة للمنتجين ومن المؤكد أن رفع الأسعار سيكون هدف المنتجين الرئيس هذه المرة خاصة بالنسبة للسعودية وذلك مع قرب موعد الاكتتاب العام في عملاق النفط السعودي"أرامكو".

إلى ذلك، حققت أسعار النفط تعافيا جيدا وسجلت أعلى مستوى في أسبوعين متأثرة ببيانات أكدت انخفاض الإنتاج الأمريكي وهو ما عزز أسعار النفط بعد انحسار نسبي في المخاوف الناجمة عن تخمة المعروض وعن ضغوط الوفرة في الإنتاج الصخري الأمريكي.

وعادت حالة التفاؤل مجددا لتحيط باتفاق فيينا لخفض الإنتاج الذي تقوده منظمة أوبك بالتعاون مع 11 منتجا مستقلا في صدارتهم روسيا، الذي تتوقع بعض الدوائر المالية أن يسهم تدريجيا في بث أجواء الثقة وإعادة التوازن التدريجي للسوق.

وفى هذا الإطار، قال جوي بروجي مستشار شركة "توتال" العالمية للطاقة لـ"الاقتصادية" إنه إذا حافظ السوق على وتيرة المكاسب السعرية، فإن ذلك سوف يعني صدق توقعات "أوبك" ورؤيتها المستقبلية لتطورات السوق ومن ثم قد لا يكون مطروحا تعميق التخفيضات الإنتاجية بأكثر من المستوى الحالي والبالغ 1.8 مليون برميل يوميا.

وذكر أن "أوبك" تنتظر مبادرات مماثلة من منتجين آخرين يسهمون حاليا في إغراق الأسواق بإنتاجهم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وكندا، والبرازيل، متوقعا أن الزيادات الموازية التي قامت بها دول أوبك المعفاة من الاتفاقية وهي ليبيا ونيجيريا ستكون مؤقتة وليست قادرة على التأثير على مجريات السوق لفترة طويلة.

من جانبه، أضاف لـ"الاقتصادية" فنسيزو أروتا مدير شركة تيميكس أوليو الإيطالية للطاقة، أن مستويات الطلب على النفط الخام ستكون من المؤكد في وضع أفضل خلال النصف الثاني من العام الجاري، وهو ما يعزز فرص انتعاش الأسعار وينتشل السوق من دوامة الانخفاضات الحادة التي وقعت في النصف الأول.

وقال إن التراجعات المفاجئة في الإنتاج الأمريكي قادت إلى انتعاش فوري للأسعار عند أعلى مستوى في أربع أسابيع، مشيرا إلى أنه في حالة استمرار الانخفاض في المعروض من الإنتاج الأمريكي ستتقلص على الفور تخمة المعروض وبالتالي تظهر تأثيرات اتفاق خفض الإنتاج ودورها في عودة الاستقرار إلى السوق.

من ناحيته، أوضح لـ"الاقتصادية" فيت برونر مدير شركة بروفيكوول الصناعية البولندية، أن أوبك وشركاءها قاموا بالفعل بتخفيضات تاريخية وغير مسبوقة كما مددوا العمل بها ليستمر على مدى أكثر من 15 شهرا وربما يستمر لفترات أطول تبعا لتطورات السوق ومدى الحاجة إلى تعزيز علاقة العرض والطلب في السوق.

وأشار إلى أن منظمة أوبك التي قادت التحركات الأخيرة لضبط السوق وتقييد المعروض تنتظر خطوة مماثلة ومؤثرة من المنتجين الكبار غير المنضمين إلى اتفاق خفض الإنتاج خاصة أن أحدث البيانات الاقتصادية أظهرت أن الزيادة في الإنتاج الكندي على سبيل المثال هذا العام تعادل أكثر من ثلث التخفيضات التي قامت بها "أوبك" وشركاؤها المستقلون معا.

إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوى في أسبوعين أمس، لتواصل صعودها للجلسة السادسة على التوالي، بعد أن أظهرت البيانات الأسبوعية انخفاض الإنتاج الأمريكي بما قلص المخاوف بشأن زيادة الفائض في المعروض.

وانخفضت أسعار الخام إلى أدنى مستوى لها في عشرة أشهر الأسبوع الماضي لكنها ارتفعت منذ ذلك الحين أكثر من 7 في المائة لتواصل أطول موجة ارتفاع منذ نيسان (أبريل) الماضي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 33 سنتا إلى 47.64 دولار للبرميل بحلول الساعة 0832 بتوقيت جرينتش بعد أن لامست أعلى مستوى في أسبوعين عند 47.83 دولار في وقت سابق من الجلسة.

وزادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 32 سنتا إلى 45.06 دولار للبرميل. وسجل الخام أعلى مستوى خلال التعاملات عند 45.24 دولار وهو أيضا أعلى مستوى في أسبوعين.
وأظهرت بيانات حكومية أمريكية أمس الأول، أن إنتاج الخام المحلي انخفض 100 ألف برميل يوميا إلى 9.3 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي في أكبر هبوط منذ تموز (يوليو) 2016.

وقال بعض المحللين والمتعاملين إن الانخفاض يرتبط بعوامل مؤقتة مثل المخاطر المرتبطة بالعاصفة المدارية سيندي في خليج المكسيك وأعمال صيانة في ألاسكا.
وتجاهل المستثمرون أنباء سلبية تتمثل في ارتفاع مفاجئ يبلغ 118 ألف برميل في مخزونات الخام الأمريكية وفقا لما أظهرته البيانات الأسبوعية.

ولا تزال إمدادات النفط العالمية وفيرة رغم تخفيضات الإنتاج التي تعكف عليها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون بواقع 1.8 مليون برميل يوميا منذ كانون الثاني (يناير) الماضي.

وارتفعت أسعار النفط بالسوق الأوروبية أمس، لتواصل صعودها لليوم السادس على التوالي، ضمن أطول سلسلة مكاسب يومية منذ أيلول (سبتمبر) 2016، مسجلة أعلى مستوى في أسبوعين، مع انحسار المخاوف نسبيا تجاه تخمة المعروض العالمي، خاصة بعد الانخفاض الكبير في إنتاج النفط الأمريكي.

وبحلول الساعة 09:40 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 45.00 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 44.88 دولار وسجل أعلى مستوى 45.22 دولار الأعلى منذ 14 حزيران (يونيو) وأدنى مستوى 44.74 دولار.

وصعد خام برنت إلى مستوى 47.75 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 47.42 دولار وسجل أعلى مستوى 48.03 دولار الأعلى منذ 14 حزيران (يونيو) الجاري، وأدنى مستوى 47.42 دولار.

وأنهى النفط الخام الأمريكي تعاملات أمس الأول، مرتفعا بنسبة 2.7 في المائة، في خامس مكسب يومي على التوالي، وصعدت عقود برنت بنسبة 3.2 في المائة، استنادا إلى بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وفى الولايات المتحدة أعلنت إدارة معلومات الطاقة أمس الأول، ارتفاع مخزونات الخام في البلاد بنحو 0.1 مليون برميل، للأسبوع المنتهي 23 حزيران (يونيو)، وتوقع المختصون انخفاضا بنحو 2.1 مليون برميل في أول زيادة خلال ثلاثة أسابيع.

وبالنسبة لإنتاج النفط فقد انخفض الأسبوع الماضي بمقدار 100 ألف برميل يوميا، بأكبر انخفاض يومي منذ أوائل تموز (يوليو) 2016، إلى إجمالي 9.25 مليون برميل يوميا، وهو أدنى مستوى للإنتاج الأمريكي في نحو شهرين.

من جهتها، قالت مجموعة جولدمان ساكس إن "أوبك" والمنتجين المستقلين في حاجة إلى إجراء تخفيضات أعمق في الإمدادات، من أجل إعادة التوازن إلى السوق، خاصة بعد ازدهار الإنتاج في ليبيا ونيجيريا.

وزادت سلة خام أوبك وسجل سعرها 44.48 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 44.23 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق رابع ارتفاع له على التوالي، مبينا أن السلة كسبت أكثر من دولار مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع السابق الذي سجلت فيه 43.14 دولار للبرميل.