فاروق جويدة

هناك أماكن كثيرة تحررت فى العراق من حشود داعش فى مقدمتها الموصل وهناك أيضا أماكن كثيرة فى سوريا اهمها الرقة وفى ليبيا بدأت بعض المدن الكبرى تستعيد ترابها من أيدى هذه العصابات مثل بنغازى.. إن السؤال الذى ينبغى أن نبحث له عن إجابة أين تذهب حشود داعش بعد موجات الهزائم التى لحقت بها .. لقد دارت المعارك فى الموصل اعواما.. وفى ليبيا هناك مدن استولت عليها داعش بالكامل وكذلك سوريا فإلى أين يذهب هؤلاء .. إن هناك عدة احتمالات أن يتجهوا إلى البحر لكى يحملهم إلى اى مكان قد يكون دولا عربية أخرى أو شواطئ أوربية أو يدخلون فى سباق الهجرة والملايين الذين هربوا إلى أوروبا .. وفى هذه الحالة قد يكون من الصعب كشف هؤلاء أو تحديد هويتهم لأنهم بالتأكيد سوف يغيرون ملامحهم.. ولا ينبغى أن ننسى أن هناك أعدادا كبيرة من الأوروبيين الذين حاربوا مع داعش وهؤلاء يمكن ان يعودوا إلى بلادهم .. إن الاحتمال الثانى أن ينضم هؤلاء الهاربون من العراق وسوريا وليبيا إلى دول مجاورة مازالت فيها مواجهات ومعارك مثل ليبيا واليمن وسيناء وربما بعض الدول العربية التى توجد فيها تيارات إسلامية متشددة .. إن الخطر الأكبر أن يقترب هؤلاء من جنوب أوروبا من خلال البحر المتوسط وهنا يمكن أن يمارسوا أنواعا أخرى من الإرهاب فى فرنسا وايطاليا واليونان وألمانيا واسبانيا .. إن الأزمة الحقيقية أن بقايا داعش لن يكون من السهل ابداً التخلص منها تماما لقد قُتل منهم الآلاف ولكن بقى الآلاف أحياء وهؤلاء سوف يكونون عبئا ثقيلاً على أجهزة الأمن فى الدول المحيطة عربيا أو أوروبيا ولهذا ينبغى أن تدرس المؤسسات الأمنية بالتنسيق بينها مستقبل هذه الحشود لأنها خرجت من تجربة دمار خطيرة وفى خلفياتها فكر إرهابى متأصل تجاوز حدود الأرض والأوطان والقضايا .. إن علاجهم فكريا كارثة والتخلص منهم صعب للغاية وإعادتهم للحياة العادية مرة اخرى شيء مستحيل ولهذا فإن القضية معقدة جداً ولا بد لها من حل.