محمد فايع&&&

نريد أن نرى نشرات أخبار وبرامج في فضائياتنا السعودية تعمل بلا مجاملة ولا حرج على فضح أعدائنا وأذنابهم من خونة الوطن وغيرهم، وكشف خططهم وفضح تآمرهم

لا أحد يمكنه إغفال دور الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، وتأثيراته اليوم على المتلقين، وتنامي دوره وتأثيره البالغ مع تنوع وسائل الإعلام الجديد، وفرض وجودها في حياة الناس، مما جعلنا أمام انفجار حقيقي في المعلومات والأخبار، منها الصادق ومنها الكاذب الذي يحمل المزاعم، وأصبحت تُوظف لخدمة الشر، كما هي في خدمة الخير، وأمام هذا التأثير الإعلامي دعوني أتساءل بسؤال لا تعوزه الصراحة، هل نحن راضون عن الدور الذي تقوم به الفضائيات السعودية المحسوبة على بلادنا في معركتنا اليوم مع الأعداء، الذين لم يعودوا مبهمين، أو أنهم يمارسون هجماتهم العدائية تجاه بلادنا في الخفاء؟ بل أصبحنا نراهم بوجوههم وأسمائهم في فضائيات عربية وأجنبية، وفي حسابات معلومة ومجهولة في شبكات التواصل الاجتماعي، لا يتأخرون في شتمنا وتشويهنا والتدخل في شؤونا الداخلية، وفي إثارة الفتنة والعصبية، وإيقاظ النعرات القبلية، وزرع البلبلة بين أبناء المجتمع.&


&إجابة عليه، دائما ما أقول إنّ لدينا فضائيات سعودية تتسيد الفضاء الإعلامي، لكن من الأهمية بمكان اليوم وليس غدا، عليها أن تدرك حجم الهجمات المتكررة والقذرة التي توجه ضد بلادنا، الحملات العدائية والتدخلات السافرة التي تشنها دول ومنظمات، كمنظمة العفو أو حقوق الإنسان بلا أدلة تملكها، أو وسائل إعلام صحف وفضائيات وأشخاص، بعضهم من خونة الوطن وبعضهم من عرب تنكروا للبلد بعد أن امتلأت كروشهم، يجب أن ترقى إلى حجم ما نواجه من عداء، وتعمل على بناء إستراتيجية لسياسة إعلامية جديدة، تتناسب والسعودية الجديدة، يكون «الوطن» فيها العنوان الأكبر، آن أوان أن تقوم بدور ضخم موجه نحو «تفنيد الإشاعات المغرضة، والرد على أصحابها وبنفس اللغة والقوة والحزم للرد عليهم، ودحض تلفيقاتهم وتهمهم بالحقائق والأدلة والبراهين، وعدم ترك بعض الأخبار حتى تنمو وتكبر، ويتلقفها الناس وتسري بينهم بسرعة البرق، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، فوسائل التواصل الاجتماعي اليوم تعج بالأخبار الصحيحة والملفقة، وتناقل الشائعات بسرعة الضوء وترويجها، واستغلال كثيرين لوسائل الإعلام الجديد في الترويج والتحريض والتأجيج، وأصبحنا أمام «عدو مكشوف» يناصبنا العداء، سواء من أهل الإرهاب والفكر المتشدد، أو من دعاة الانحلال والفتنة والفساد، أو دول كإيران لا يزال سلوكها يتصف بالعدوانية، تدفعها في ذلك الأطماع التوسعية والأفكار المتطرفة والمؤدلجة، أو من ميليشيات إرهابية.&


&يجب صراحة أن يسمعها مسؤولو الفضائيات السعودية، مع بالغ تقديرنا لما تقوم به تلك الفضائيات، يجب أن تضطلع بدورها الإعلامي الوطني بشكل أكبر، فدورها لا يقل عن دور الجنود الذين يدافعون عن حدود المملكة للدفاع عن سيادة المملكة وعن مواقفها السياسية، يجب أن تعمل على صد تلك الشبهات والهجمات التي تستهدف بلادنا، ويحاولون عبر شماعة من يسمونهم بالحقوقيين أو الناشطين الدخول إلى داخل شؤونا الداخلية عبر اتهامات «مرة للقضاء ومرة باسم حقوق الإنسان المنتهكة، ومرات باسم حقوق المرأة»، المرأة التي هي في بلادهم منتهكة الحقوق وتتعرض كل ساعة للقتل والاغتصاب والانتحار، مع أن كل اتهاماتهم تقوم على التضليل والتشكيك المتعمدين، يستقونها من وسائل إعلام معادية، أو من خونة الوطن، لأن لديهم «أجندات» أبعد من ذلك الذي يرددون أمام الشاشات، أجندات قد يشتركون فيها مع تلك الجهات الداعمة لهم، هدفها خلق الفوضى في المجتمع السعودي، كي تتحقق أهدافهم التي سنقف مع قيادتنا في مواجهتها، وإفشال كل مخططاتهم وفضحهم على المكشوف.


&لقد أصبحنا اليوم «نرى وجوها سعودية بلا أقنعة، ونقرأ أسماء لشخصيات معروفة هم من بني جلدتنا» وضعوا أيديهم في أيدي أعداء الوطن، وأسسوا معهم ارتباطات وشراكات للإضرار بالوطن، يتم استضافتهم في القنوات الأجنبية والعربية «كالجزيرة والحرة والعالم والعربي والحوار والميادين وغيرها»، وبعضهم باتت تستكتبهم صحف دولية أميركية وبريطانية، وتقدمهم إلى المشاهدين على أنهم «نشطاء وحقوقيون»، وهم حين يظهرون في العلن على تلك الشاشات لا يتأخرون في تزييف الحقائق، وقلب الوقائع، وتشويه المجتمع السعودي، والإساءة للوطن ورموزه السياسية والدينية والوطنية، في صورة تكشف نواياهم وخططهم في زعزعة استقرار الوطن، ولهذا فهم ينالون التكريم من جهات ودول تقوم وتعقد لهم المؤتمرات والاحتفالات، كل ذلك يحدث في العلن ونحن مشغولون ببرامج لا تسمن ولا تغني، مكلفة وبلا عائد ثقافي، أقولها بلا مواربة، نريد أن نرى نشرات أخبار وبرامج في فضائياتنا السعودية تعمل بلا مجاملة ولا حرج على فضح أعدائنا وأذنابهم من خونة الوطن وغيرهم، وكشف خططهم وفضح تآمرهم، خاصة وأنهم يقومون بدور يخدمون به أعداء الوطن، إنهم «يخونون وطنهم» هذه هي الحقيقة، وماذا نرجو ممن يخون وطنه، ولذلك أنا لا أؤمن بتلك الأعراف الإعلامية إن صح تعبيري هنا في مواجهة أعدائنا، بل ينبغي مواجهتهم بنفس اللغة وبنفس الأسلوب كي نخرسهم، ونخرس معهم تلك الفضائيات التي كشّرت لنا عن أنيابها، وباتت تعادينا وجها لوجه، ونزيد من وعي المواطنين رجالا ونساء، كبارا وصغارا، بما يجب عليهم التنبه له مما يحاك ضد وطنهم.&


&ومع كامل تقديري لوجوه إعلامية عربية وفية منصفة تقوم بالدفاع عن بلادنا يتم استضافتهم في تلك الفضائيات، إلا أنه يجب الإشارة، إلى إن لدينا رجالات في الوطن، لديهم من الثقافة السياسية والإعلامية والقدرة على الحوار والتحليل والتفسير، بما يجعلهم قادرين على القيام بدورهم الوطني الإعلامي، أثناء اندلاع أزمات كالتدخل السافر الكندي، وفضح خونة الوطن من زوار السفارات، ولجم الجهات الإعلامية والإعلاميين المرتزقة، والمنظمات الدولية كحقوق الإنسان التي تكيل بمكيالين، مكيال لنقد البلاد التي ترعى حقيقة حقوق الإنسان، ولا تنتظر من ينصحها، بينما تغض الطرف عما يجري من تنكيل وتشريد وانتهاكات بحق الطفل والمرأة والرجل في «فلسطين المحتلة» هذه الجهات والمنظمات وبعض الدول لا تألوا جهدا في الإساءة لنا، وتلفيق الادعاءات، وترديد الأخبار المضّللة وتروجيها، نحن بحاجة إلى سياسة إعلامية قوية «لخرس» أعدائنا تنطلق من فضائياتنا السعودية.
&

&