&علي العمودي

الموقف التضامني المبدئي للإمارات مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية برفض التدخل في شؤونها الداخلية، عبّر عن التلاحم والتآزر بين الشعبين والبلدين الشقيقين بالدرجة الأولى، ومستوى الشراكة الاستراتيجية التي تربط بينهما، ناهيك عن الوشائج والروابط التاريخية المتجذرة. موقف ينطلق من مبادئ راسخة في قواعد التعامل بين الدول واحترام سيادة الدول بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، موقف تضامني شاركتنا فيه دول مجلس التعاون الخليجي- ما عدا صوت النشاز المزمن من «دوحة التآمر» - وكذلك العديد من الدول العربية الشقيقة.
صعق الرد السعودي الحازم دوائر القرار في كندا وجعلها تترنح أمام الرأي العام والعالم، وقدمت الرياض درساً لكل من تسول له نفسه دس أنفه فيما لا يخصه ويتدخل في شؤون غيره. هناك أمور لا تقبل أية دولة المساس بها، وفي مقدمتها القضاء والمسائل المتعلقة بالأمن والاستقرار ومحاولات النيل منهما أو من السلم المجتمعي.


التدخل الكندي كان مستفزاً وهو يطالب بـ «الإفراج الفوري» عن متهمين ينظر في أمرهما القضاء السعودي، وتناست كندا التجاوزات التعسفية الكبيرة التي قامت بها بحق كنديين ومقيمين على أراضيها في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر2001، من اعتقالات وترحيل ومنع دخول أجانب، وغيرها من الممارسات غير القانونية، وحينها اعتبر الجميع ما يجري داخل أراضيها شأناً داخلياً وسيادياً من حقها، حفاظاً على أمنها الوطني. والأمر ذاته في العديد من الدول الغربية، وهي لا تقبل بتدخل الآخرين في شؤونها الداخلية وأمورها السيادية، فكيف تسمح دولة كبيرة ومتقدمة مثل كندا لنفسها بالتدخل في شؤون غيرها؟.


للأسف بعض الدول من أمثال كندا وغيرها تنصب نفسها وصية على أمور لا تعنيها، وتتجاهل عن قصد وسابق إصرار حق كل دولة في حماية أمنها واستقرارها الداخلي من عبث العابثين المتاجرين بالشعارات والمغامرين الناخرين كالسوس لتخريب الأمن وتقويض الاستقرار في مجتمعات قطعت شوطاً كبيراً ومتقدماً لتحقيق التنمية والرخاء والازدهار لشعوبها بالعمل الجاد، بعيداً عن شعارات جوفاء لا تغني أو تعني شيئاً لمن يريد أن يبني بلاده ويوفر الحياة الكريمة لمواطنيه.
المملكة العربية السعودية في عهد سلمان الحزم وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، تمضي «فوق هام السحب» بثقة نحو المستقبل على طريق رؤية 2030 دون أن تحيد أو تساوم على قيمها ومبادئها وسيادتها، وليحفظها الله من كيد الكائدين.

&