&بلقيس النجار

&&أستغرب كثيراً تصرفات بعض المواطنين حين يكيلون المديح لحكام ورؤساء دول أخرى. بل إن البعض لا يجد غضاضة في الاحتفال بنجاح حاكم أو رئيس دولة ما في انتخابات بلده، وينشره على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يظهر منتشياً ومتغنياً بهذا الحاكم أو ذاك. والسؤال المطروح لهذه النوعية من المواطنين هو: ماذا تستفيد كمواطن كويتي من نجاح هذا الحاكم؟ وما الفائدة المباشرة التي يمكن ان تعود على الكويت جراء نجاح اي حاكم خارج الكويت؟ والسؤال الأهم هو هل تفضل الحياة والعيش على أرض ذلك الحاكم الذي تهلل له وتمجده؟ أعتقد أن الإجابة ستكون واحدة على كل هذه الأسئلة. فلن يكون هناك أدنى فائدة لأي مواطن كويتي من نجاح او استمرار اي حاكم عربي، ولن تعود على الكويت أي فائدة مرجوة من تولي حاكم عربي لبلاده. والأكيد انه لا مواطن كويتياً عاقلاً يفضل العيش في دولة عربية أخرى غير الكويت.


إن أجواء الحرية النسبية التي نتمتع بها في الكويت جعلت البعض يتمادى بمدح وتعظيم كل ما يحدث خارج الكويت، وتمجيد حكام الدول الأخرى، وبالأخص في البلاد العربية وغير العربية المجاورة. وهذ السلوك، وإن كان يقصد به إظهار المودة والمحبة للحاكم ولبلده، فإنه قد يساء فهمه من قبل من هو خارج الكويت ولا يفهم طبيعة العلاقة بين المواطن في الكويت وحكومته. فلمن هو خارج الصورة يبدو أن مدح بعض المواطنين لحكام دول أخرى يعني بالضرورة أن أولئك المواطنين غير راضين عن بلدانهم، مما يشجع مواطني الدول الأخرى وإعلامهم على انتقاد الكويت والتطاول عليها كما هو حاصل الآن على بعض مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا يذكرنا بفترة قبيل الغزو العراقي حين كان عدد من المواطنين يوجهون النقد للحكومة بهدف الإصلاح لكن أسيء فهم هذا النقد على أنه تحرك ضد الحكومة، وعندما جرى الغزو العراقي للبلاد لم يجد العراقيون مواطناً كويتياً واحداً لديه استعداد للتعاون معهم.


ان سمة التسامح والانفتاح على الحضارات والثقافات التي اكتسبناها من أجدادنا عندما كانوا يجوبون البحار والقارات طلبا للرزق يجب ألا تنسينا الاعتزاز بوطننا والامتنان لنمط الحياة الآمنة التي ننعم بها، لذا علينا أن نضع مصلحة الكويت وكرامتها فوق أي اعتبار او مصلحة أخرى.

&