&توفي أوري أفنيري، الكاتب والصحافي والسياسي الإسرائيلي المخضرم، في تل أبيب، أمس، عن عمر يناهز الرابعة والتسعين، بدأه محارباً في أحد أشد التنظيمات اليمينية تطرفاً، ثم فتح عينيه مبكراً على بشائع الحرب، التي أحدثت تحولاً حاداً وشجاعاً في مسيرته نحو معسكر السلام، وحارب من أجل ذلك طيلة 70 عاماً.

وكان أفنيري أول إسرائيلي يلتقي الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، متحدياً منتقديه ومخترقاً حصار بيروت عام 1982. وتبلورت وجهة نظره، التي تمسك بها حتى يومه الأخير، والتي تولي أهمية لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، عندما كان يمضي فترة العلاج في المستشفى. وكما كتب في سيرته الذاتية: «في أثناء الحرب، اقتنعت بأن هناك شعباً فلسطينياً يجب صنع السلام معه أولاً، لهذا يجب أن تقوم دولة فلسطينية». وكان آخر ما شارك فيه مظاهرة المائة ألف التي أقيمت في تل أبيب ضد قانون القومية، في الرابع من الشهر الحالي، حيث تعرض في اليوم التالي، لسكتة دماغية أمهلته أسبوعين.

وقد نعى أفنيري عدد كبير من الشخصيات السياسية في إسرائيل وفلسطين والعالم أجمع، مشيدين بشخصيته المميزة، الجريئة، المتأثرة بأفكاره الإنسانية، وبنضالاته من أجل الصحافة الحرة والقيم الإنسانية العالية، وحرية التعبير، والسلام، ومحاربة الاحتلال، والعنصرية والإكراه الديني.