حمود أبو طالب

المتابع للمشهد السياسي العربي والمتأمل لمجرياته سوف يخرج بحقيقة مهمة هي وجود دول ضاعت ودول أخرى يراد لها الضياع من خلال مخطط مستمر بأشكال وتكتيكات مختلفة، والأهم من ذلك أننا انتهينا إلى تصنيف ما يحدث من خلال جهتين أو جبهتين إحداهما تصر على استمرار مشاركتها في الخراب العربي عبر عمالتها وخيانتها السافرة وتجنيد مقدراتها لتنفيذ مخطط الهدم، بينما الأخرى تحاول بكل ما تستطيعه إنقاذ الوضع العربي المتردي ومنع تسليم مستقبل بعض البلدان العربية إلى المجهول، المحور القطري الإيراني التركي بدعم قوى أخرى وتساهل منظمة الأمم المتحدة يمثل قطب السعي إلى استمرار الفوضى والتقسيم والحروب الأهلية، بينما تقود المملكة بشكل رئيسي قطب الإصرار على منع هذه المخاطر التي تحيق بالوطن العربي.

ما قامت به المملكة مؤخراً من مصالحة تاريخية بين إثيوبيا وأريتريا، وبين أريتريا وجيبوتي هو إطفاء لبؤرة مشتعلة تنذر بالخطر منذ وقت طويل، استغلتها القوى الساعية إلى التدخل في العالم العربي لبسط نفوذها وإيجاد موقع قدم لها من خلالها. المملكة تعرف بخبرتها وحكمتها ما سيحدث في ظل الأوضاع العالمية المضطربة لو لم تتم السيطرة على ذلك الخلاف المزمن بين دول تقع على الضفة الأخرى للمملكة، ولا سيما ومحاولات إيران بالذات مستمرة للتمدد في القارة الأفريقية وخصوصا المناطق المتاخمة أو القريبة منا.

المصالحات التي قادتها المملكة بين أطياف سياسية داخل بعض الدول، وبين دول وأخرى معروفة ومثبتة في سجلات التاريخ، وفي المقابل، ستبقى مؤامرات وعمالة بعض الدول لاختراق الداخل العربي مثبتة أيضا ولكن بشكل مخزٍ وشائن.

&