في وقت تتضارب التوقعات بشأن أرجحية أي من المرشحين الكرديين الساخنين لرئاسة الجمهورية (فؤاد حسين مرشح الديمقراطي الكردستاني وبرهم صالح مرشح الاتحاد الوطني) وسط استمرار تبادل الاتهامات بين الحزبين، فإن العاصمة العراقية بغداد التي تنشغل هي الأخرى بمرشحها لرئاسة الحكومة باتت تنتظر مرشحا توافقيا بين الحزبين.
وكان رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أعلن، أمس، أن يوم الاثنين المقبل الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) سيكون موعدا أوليا لانتخاب الرئيس، وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن يوم الثاني من الشهر سيكون هو الموعد الأخير. وفي السياق نفسه أعلن الحلبوسي الإبقاء على 7 مرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية، 6 منهم أكراد وهم سردار عبد الله وسروة عبد الواحد وعبد اللطيف رشيد وعمر البرزنجي وبرهم صالح وفؤاد حسين، وواحد عربي وهو عبد الكريم عبطان النائب السابق في البرلمان العراقي.


من جهته، أكد المرشح الكردي المستقل سردار عبد الله، رئيس كتلة التغيير السابق في البرلمان العراقي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأفضل للجميع هو الاتفاق على مرشح توافقي مستقل إذا أردنا أن نجنب البيت الكردي كارثة يمكن أن تترتب على هذا الأمر». وأضاف عبد الله: «أطلقت مبادرة في هذا الشأن وفاتحت قوى سياسية كثيرة بما فيها الحزبين الكرديين الرئيسيين وأستطيع القول إن الأمور يمكن أن تنتهي إلى التوافق لإدراك الحزبين أنهما وصلا إلى طريق مسدود على صعيد المباحثات فيما بينهما فضلا عن أن القوى السياسية في بغداد باتت تنتظر مرشحا توافقيا لأسباب كثيرة ومعروفة بالنسبة لكثير من الكتل والقوى والأحزاب». وقال عبد الله: «إنني مستعد للانسحاب من سباق الترشح في حال تم التوصل إلى أي مرشح توافقي يتم الاتفاق عليه وأدعمه بقوة».
وردا على سؤال بشأن طبيعة المخاوف التي يمكن أن تترتب على ذلك ما دام السباق يدخل في سياق اللعبة الديمقراطية، يقول عبد الله: «مازلنا بعيدين عن الديمقراطية الحقيقية ونحتاج إلى وقت قد يطول لكي نصل إليها، وبالتالي فإنه في حال بقي السجال الكردي - الكردي على حاله من اليوم حتى الثلاثاء المقبل، فإننا يمكن أن نخسر كل ما حققناه من مكاسب طوال السنوات الماضية».


من جهتها، فإن القوى الشيعية والسنية تبدو هي الأخرى في حيرة من أمرها حيال الصراع الحاد بين الحزبين الكرديين. وفيما يقول القيادي السني في المحور الوطني محمد الكربولي عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية لـ«الشرق الأوسط» إننا «حيال مشكلة في قضية تأييد أي من المرشحين الكرديين»، فإن وزير الداخلية السابق محمد سالم الغبان، عضو البرلمان العراقي عن كتلة الفتح، يقول بدوره لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمر السليم بالنسبة لنا هو أن يتوصل الحزبان الكرديان الرئيسيان إلى توافق فيما بينهما من أجل حسم منصب رئيس الجمهورية». وفيما لا يبدي الكربولي موقفا معينا حيال أحد المرشحين أو الحزبين بانتظار التفاهمات بين الجميع، فإن الغبان يقول إنه «في الوقت الذي ننتظر فيه طبيعة التفاهمات بين مختلف القوى السياسية فإن لدينا تفاهمات مع الحزب الديمقراطي الكردستاني».
إلى ذلك، أكد زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي أن حل أي مشكلة مع إقليم كردستان أو غيرها لا بد أن يكون عبر الحكومة المركزية وتحت مظلة الدستور. وقال بيان عن مكتب علاوي، أمس، إن مسعود بارزاني «مد يده داعيا للأخوة والسلام، وأكد أن القضية الكردية لن تحل بالحروب والتوتر بل بالحوار والتفاهمات المشتركة المبنية على أسس الاحترام، وهي معانٍ سامية نأمل أن تجد إزاءها مبادرة أو تحركا حقيقيا يضع حدا لأسس الخلاف ويعزز الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي». وأوضح علاوي أن «أي مظلومية لأي شريحة من شرائح الشعب العراقي يجب ألا تحصل وأن على الجميع أن ينتصروا للمظلومين في العراق ويعملوا على الاستجابة للمظاهرات السلمية والمطلبية في البصرة وغيرها من المحافظات، بالإضافة إلى حل مشكلات النازحين وتعويضهم وإعادتهم إلى مناطقهم، وأن تكون مصلحة العراق فوق جميع المصالح الأخرى».

&