نادر العنزي

في أتون «حفلة الردح» وعشرات الروايات الكاذبة، التي استمرت منذ اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، و«الهروب الكبير» لأبواق النظام القطري وزبانيته من تنظيم «الإخوان المسلمين» الإرهابي، بعد إصرار مثير للشكوك على مقتل خاشقجي، دبت ما يمكن تسميته «أزمة ثقة متأخرة» في صفوف مؤيدي نظام «الحمدين» ومناصري التنظيم الإخواني الإرهابي عقب موجة الأخبار الزائفة والمتضاربة وماراثون «الحذف» الذي لاحق قناة الجزيرة وإعلامييها.

وفي خطوة نادرة الحدوث في قطر، انتقد مواطنون قطريون بأسمائهم الصريحة «التخبط الإعلامي» لذراع النظام في الدوحة، فيما خيم اليأس على قيادات الإخوان المسلمين بعد التطورات اللافتة في قضية اختفاء خاشقجي وتأكيدات عائلته ثقتها بإجراءات الحكومة ورفضها استغلال القضية لأجندة سياسية مشبوهة.

وأشار المغرد القطري يوسف الخليفي، عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلى أزمة الثقة في ذراع النظام القطري الإعلامية (الجزيرة) قائلاً: «كلما تطول الأزمة كلما تقل مهنية قناة الجزيرة».

فيما أبدى المغرد القطري محمد الكواري امتعاضه مما أسماه «انحدار باجتهادات فردية متهورة»، في إشارة إلى قناة الجزيرة.

وأضاف: «إذا كان خاشقجي على قيد الحياة، فبأي وجه سيواجه كل إعلامي كان يحسبه صديقاً، خلال الـ24 ساعة استبشروا وتناقلوا خبر موته دون أي تثبت، بل وكأنه يمني النفس بأن الخبر صحيح».

وهاجم أحد الوجوه القطرية المنافحة عن نظام «الحمدين»، والذي يعمل أكاديمياً في جامعة قطر، «بعض الإعلاميين الذين يلقون محاضرات ودورات في المهنية والمصداقية في نقل الأخبار وهم أكثر الناس طيشاً في نقل الأخبار».

من جهته، استغرب الصحفي التركي، محمد كانبكلي، ادعاء بعض «الإعلاميين» صلات مع مصادر رفيعة أكثر من الصحافة التركية، قائلاً «الادعاءات التي ذكرت حول مقتل خاشقجي غريبة. من أين حصلوا على تلك المعلومات؟ نحن كصحفيين أتراك، نعلم جدا صعوبة تلقي المعلومة في مواضيع بسيطة، لكن أستغرب أن الكل الآن أصبح يتحدث عن وجود مصادر رفيعة له في تركيا».

وأضاف «مع العلم أن معظم الوسائل الإعلامية التركية عاجزة عن الحصول على مصدر رفيع يتحدث بهذا الشأن»