كاتيا توا

على موقفه «انتحاري الكوستا» عمر العاصي في الجلسة الأخيرة من محاكمته أمس أمام المحكمة العسكرية، قبل النطق بالحكم في الثاني عشر من كانون الأول المقبل، بأنه «ضحية أرادت جهة الإيقاع به، فكانت مسرحية الحزام الناسف»، الذي شكّك في محتوياته وتحوّل خلال الجلسة من مستجوَب إلى مستجوِب، فـ«محامٍ»، طالباً عرض الأدلة «التي تتكلم»، لأنها «تثبت الاتهام والمتهم بريء حتى تثبت إدانته».

يصف العاصي نفسه بـ«الإرهابي» إنما كان ذلك قبل عامين حيث بات الآن يقرأ القرآن بشكل صحيح في السجن «وتبدلت لدي مفاهيم كثيرة».

يسأل العاصي كيف أن عسكرياً كانت له الجرأة في الاقتراب من انتحاري في ذلك المقهى ليل 22 كانون الثاني من العام 2017، متمسكاً بإنكاره طوال الجلسة حول محاولته تفجير نفسه في ذلك اليوم، بسبب تعديل المهمة التي كان موكلاً بها وهي التوجه إلى الجرود ومنها الدخول إلى سوريا لـ«يدخل الفردوس» بعد تفجير نفسه بعناصر من حزب الله، أما لماذا لم يتوجه إلى الضاحية مثلاً لتنفيذ مهمته وهي الأقرب من سوريا؟ قال العاصي إن ثمة تراتبية كما في كل المؤسسات وبالتالي «لا أعمل من رأسي». وهل كنت ستفجر نفسك اذا وصلت إلى الجرود؟ - سأله رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله - أجاب العاصي بكل ثقة: «نعم».

عندما شاهد العاصي علامات التعجب على وجوه الهيئة والحاضرين من هذا الجواب استطرد ليقول: «أنا كنت إرهابياً بعدما تأثرت بداعش إنما ذلك كان في العام 2016، أما اليوم فقد تغيرت مفاهيم كثيرة لدي وأقرأ القرآن الكريم بشكل صحيح في السجن».

شكوك العاصي حول الحزام الناسف، انسحبت أيضاً على موكلته المحامية فاديا شديد التي طلبت عرضه، وجاء رد رئيس المحكمة أن الحزام بعد ضبطه لا يبقى بحالته إنما يتم تفكيكه، ليعرض بعد ذلك الكشف الفني للحزام الذي يشير إلى وجود خمس صواعق وبودرة بيضاء متفجرة بزنة 2 كيلو ونصف وصفائح حديدية، ليتدخل العاصي قائلاً «كله براغي ومسامير وقطع حديد ليس أكثر ولا يحوي متفجرات».

أعادت المحكمة أمس استجواب العاصي حول واقعات معينة واعترافاته في التحقيق الأولي والتي أكد عليها أمام قاضي التحقيق قبل أن تستمع المحكمة إلى إفادة النادلة التي قدمت للعاصي القهوة والشوكولا في المقهى بحسب طلبه، وروت تلك الشاهدة أن العاصي بدا غير طبيعي وأنه دخل المقهى ومكث لحوالى عشر دقائق طلب خلالها القهوة والشوكولا ثم خرج قليلاً ليتحدث على الهاتف ثم يعود إلى طاولته في المقهى. «كان صوته خافتاً ومتوتراً»، مضيفة أنه بعودته من الخارج تلقى ضربة على رأسه من أحد الاشخاص الذي صرخ «ارفعوا يديه عن الحزام»، أانه حينها غادر الجميع المكان خوفاً. وأكدت الشاهدة أنه كان داخل المقهى حوالى 8 زبائن بينهم أجنبيان وواحد لا أعرف إذا كان سورياً أو عراقياً إنما لهجته أجنبية. وقالت رداً على سؤال أن العاصي كان يبدو متوترا «وشكلو ناطر شي».

وعلّقت وكيلة العاصي على إفادة الشاهدة التي اعتبرتها تتناقض مع ما أدلت به سابقاً حين قالت إن العاصي كان طبيعياً، كما أن موكلها لم يكن بحوزته أي هاتف تلك الليلة. وبسؤالها الشاهدة أوضحت الأخيرة أن مدير المقهى أخبرها أن العاصي عندما خرج كان يتحدث على الهاتف وما تقصده بـ«غير طبيعي»، أنه كان مرتبكاً إنما جلس بشكل عادي.

وعاد العاصي ليؤكد بأن هدفه كان حزب الله في سوريا، وأن الذي أوصله إلى بيروت من صيدا وألبسه الحزام الناسف في السيارة، أعلمه بأن مهمته قد تغيرت وجهتها، وأن المكان المقصود هو «مقهى الكوستا»، وقال في نفسه: «من هون بنسحب لأن هدفي كان سوريا وصُدمت بعد تبدل الخطة». وقال إن سبب ارتدائه الحزام الناسف هو كونه مطلوب بـ«خلايا عبرا».

وفي ما لو نقلك السائق إلى الضاحية هل كنت ستفجر نفسك؟ أجاب: أنا هدفي الخروج من لبنان إلى الجرود ومنها إلى سوريا«. واضاف:»لو اردت تنفيذ المهمة في المقهى لفعلت فور دخولي«. اما عن عبارته»الشهيرة«التي قالها في وزارة الدفاع»اشرب القهوة يا عمر وفجّر نفسك في مكان آخر"، كونه لم يكن يوجد في المقهى سوى سوريين، وبالتالي فهم من الطائفة السنية، أجاب العاصي إن هذا التحقيق كتبوه في الوزارة وهو غير صحيح.