سامر إلياس

أثار اعتداء لاعبيْ كرة قدم روسييْن على مسؤول حكومي من أصول كورية في موسكو قبل أيام، صدمة في روسيا، فاقمها توجيه إهانات عنصرية له. لكن الصدمة الأكبر جاءت لاحقاً من اقتراح غريب قدمه زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي الروسي النائب المثير للجدل فلاديمير جيرينوفسكي، الذي اقترح إرسال لاعبيْ كرة القدم إلى سورية عقاباً لهما على الاعتداء. ويبدو أن أفكار جيرينوفسكي «الشعبوية والقومية المتعصبة» كانت وراء الاقتراح الذي واجه سخرية وانتقادات واسعة.


وبعد الضجة الكبيرة التي أحدثها الاعتداء على المسؤول في وزارة التجارة الروسية دينيس باك، طالب جيرينوفسكي المعروف بآرائه وأفكاره الغريبة في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، القضاء بعدم إنزال عقوبة السجن بحق اللاعبيْن المشهوريين بافل مامايف وألكسندر كوكورين، وقال إن «العقاب يجب ألا يكون نمطياً، فعلى سبيل المثال يمكن إرسالهما إلى سورية من أجل تعليم الأطفال الصغار لعب كرة القدم»، مضيفاً: «تجب مساعدتهما من أجل التعبير عن ذاتهما». وفي حين لم يذكر جيرينوفسكي السبب وراء اختياره سورية، أشار صحافي روسي إلى أن «النخب السياسية باتت تتعامل مع سورية كمقاطعة ضمن الاتحاد الروسي».

ويواجه اللاعبان اتهامات قد تودي بهما، في حال ثبوتها، إلى السجن خمس سنين، وذلك إثر فتح تحقيق قضائي بعد تسرُّب شريط فيديو يُظهر اعتداء مامايف وكوكورين على المسؤول الحكومي بكرسي أثناء جلوسه في المقهى، فيما وجه اللاعب الثاني صفعات له، قبل أن يتدخل موظفو المقهى وعدد من مرتاديه لإبعاد اللاعبين عنه. ويتضمن الاتهام أيضاً توجيه «إهانات عنصرية وعرقية بحق المسؤول ذي الأصول الكورية».

ويسلط الاعتداء الذي وصفه الكرملين بـ «البغيض»، الضوء على ازدياد العنصرية ضد الأجانب في روسيا والمواطنين من غير الأصول السلافية، خصوصا أنها صدرت من لاعبي كرة قدم من بلد استضاف كأس العالم واستقبل ملايين المشجعين الصيف الماضي، علماً أن الاتحاد الروسي يضم مئات القوميات المختلفة.

وأثار الاعتداء بالضرب موجة انتقادات واسعة، خصوصاً في وسائل الإعلام، التي عمد بعضها إلى نشر لائحة بأسماء لاعبي كرة القدم الذين سبق لهم التورط في حوادث من هذا النوع. كما أعربت رابطة دوري كرة القدم الروسية عن «سخطها وإدانتها الشديدة للتصرف المشاكس من اللاعبين»، مضيفة في بيان: «هذا التصرف لا يلقي بظلاله على اسمي ناديي زينيت وكراسنودار فقط (الناديان اللذان يلعب فيهما اللاعبان)، بل على كامل كرة القدم الروسية. نعتقد أن المسؤوليْن (اللاعبين) يجب أن يعاقبا بأقسى طريقة ممكنة».

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الحادث «بغيض تسبب بصدمة في كل البلاد، في حين رأى المعلق الرياضي ديمتري غوبرنييف، أن الحادث ينم عن «عنصرية يشن ضدها (الاتحاد الدولي للعبة) فيفا حملة بلا هوادة».

ومعلوم أن اللاعبيْن اللذين مثلا روسيا في مباريات دولية، كانا في صلب حادث مثير للجدل، ففي تموز (يوليو) 2016 أوقفهما اتحاد اللعبة، بعدما أظهرت أشرطة كاميرات مراقبة أنهما أمضيا سهرة في أحد الملاهي الليلية في مونت كارلو في أعقاب كأس أوروبا 2016 التي خرج فيها منتخب بلادهما من الدور الأول.