& خالد أحمد الطراح&

أساليب وأشكال من الجرائم الأخلاقية والمالية والإدارية والنصب والاحتيال والتزوير، منها ما تصدت لها أحكام قضائية، ومنها قيد التحقيق في النيابة العامة، فيما تركز وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة على نشر وإبراز أشكال أخرى من الجرائم الاخلاقية، أو بالأحرى الاجتماعية التي يتكتم عليها بعض الأفراد بسبب تقاليد ومخاوف أسرية، بينما يتفاقم حجم الضحايا وأبعاد تلك الجرائم على الأسرة والمجتمع ككل.


في كل مجتمع، وبغض النظر عن الديانة السائدة، تنتشر فيه ممارسات غير أخلاقية حين تموت فيه الضمائر البشرية، ولكن هذا لا يعني السكوت عن هذه الممارسات والجرائم البشرية، التي قد ترتكب ضمن محيط الأسرة الواحدة والمجتمع ككل، بل ان تسليط الضوء عليها من الناحية الإعلامية ينبغي ألا يتم تفسيره على أنه شماتة ضد فئة معينة او فرد بذاته، فهو ليس فضيحة يجب التستر عليها حين تنتهك حقوق وأعراض لأفراد في المجتمع من وحوش بشرية مصابة بداء الخيانة والعيش من دون ضمير وخوف من الحوبة (الإثم) وعقوبة رب العالمين.
شخصياً لا ألتمس العذر لمن يرتكب ممارسات شاذة، أو من مات ضميره في تبرير جريمته بحق الآخرين، خصوصاً ممن يدعون القدوة الاجتماعية وغيرها وأصحاب اختصاص اجتماعي، بينما تمارس على أيديهم وبوعي سلوكيات غير أخلاقية ومنافية لكل المبادئ الاجتماعية!
مثلما هناك مصابون بأمراض نفسية ظاهرية، هناك أيضا مصابون بأمراض ذهنية خفية تدفعهم الى شتى أنواع الجرائم غير الاخلاقية، كالخيانة والنكران للواقع، حتى لو كان المتضرر منها طفلاً بريئاً أو أسرة بكاملها، فحين يغيب الضمير الحي بعد دخوله مرحلة الاحتضار بفعل فاعل، اي بعلم الشخص نفسه، تموت معه كل القيم سواء الدينية او الاجتماعية داخل أعماق ذات الإنسان، أي نفس الإنسان المجرم بحق نفسه وغيره أيضا.


من واقع معايشة العديد من الروايات والأحداث التي تتجرأ فيها بعض النفوس والضمائر على الكذب والخيانة، وعدم الاعتراف بالحق بسبب أنانية وحب الذات ونكران الواقع، ينتابني فعلا شعور من الذنب في السكوت وعدم التحرك في التصدي لمثل هذه الممارسات غير الأخلاقية، حتى لا تسود وتتحول ظواهر اجتماعية شاذة الى ممارسة طبيعية، ممكن أن يتضرر منها أبرياء مستقبلا أكثر حجماً من جرائم الامس واليوم!


الفساد ليس فقط في الوسط المالي والإداري، وإنما هناك فساد اخلاقي واجتماعي ايضا يقف وراءه مخادعون، يتسترون وراء واجهات علمية واجتماعية، وهم أصحاب ضمائر ميتة، ربما ضد أقرب الناس، ولديهم فضائح اخلاقية، ولكن من تساهل في نكران الحقائق الى درجة عدم الاعتراف بالانحراف الاجتماعي، لا يفرق بين الخطيئة والضحية مهما كانت طبيعة وحجم الضحايا، فقد عاش هؤلاء على الوهم واغتيال الحقيقة بضمائر ميتة!

&