& &عبدالله محمد الشيبة

ما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة تحتفل بـ «عام زايد» الذي يجسِّد المكانة الاستثنائية والفريدة التي يمثلها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليس فقط لدى كل إماراتي، بل لدى العرب والمسلمين والعالم أجمع بما اشتٌهر به من حب الخير ومد يد العون والمساعدة للقاصي والداني للبناء وإرساء الاستقرار الاجتماعي بين مختلف الشعوب. وفي هذا الإطار، نتذكر مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، عندما قال: «إننا نؤمن بأن خير الثروة التي حبانا الله بها يجب أن يعم أصدقاءنا وأشقاءنا». وتأكيداً لهذه المقولة، فقد أرسى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، سياسة تقوم على تعزيز قواعد الاحترام المتبادل بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبقية دول العالم، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والالتزام بالاتفاقات والمواثيق الدولية، ونجدة المنكوبين والمحتاجين في دول العالم كافة دون تمييز. كما لم يبخل الشيخ زايد، رحمه الله، بالوقت والمال للمساهمة في تطوير العديد من دول العالم، عربية وإسلامية وغيرها، من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية، وقد قال في هذا الإطار مقولته الشهيرة: «الله العلي القدير منحنا هذه الثروة لتطوير بلادنا، وفي الوقت نفسه للمساهمة في تطوير الدول الأخرى».&


وقد ساهمت «مبادئ زايد الخير» في تخفيف معاناة العديد من شعوب العالم ونشر السعادة بين الأفراد باختلاف العرق والدين والمذهب والموقع الجغرافي، ما ساهم في تبوؤ دولة الإمارات أعلى المراتب في المساعدات الإنسانية على مستوى العالم بفضل المبادرات والبرامج التي حرص المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على تطبيقها. ومن أبرز مؤسسات العمل الإنساني التي تأسست في عهد الشيخ زايد، رحمه الله، «هيئة الهلال الأحمر»، و«مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية». فقد جاء إنشاء «هيئة الهلال الأحمر» في العام 1983م من أجل تحقيق العديد من الأهداف الإنسانية، ومن أبرزها تعزيز دور الهيئة في مجالات العمل الإنساني محلياً، ودعم دورها في مجالات العمل الإنساني دولياً، وتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة للفئات الضعيفة والمحتاجة ولضحايا الحوادث والكوارث، إضافة إلى تقديم الإغاثة والإسعافات الأولية وحماية المدنيين وإيواء المشردين ومن تقطعت بهم السبل أثناء الحروب. أما مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، فقد جاء تأسيسها في عام 1992م لتحقيق العديد من الأهداف، من أبرزها الإسهام في إنشاء ودعم المستشفيات والمستوصفات ودور التأهيل الصحي وجمعيات الإسعاف الوطني ودور رعاية الأيتام ورعاية الأطفال ومراكز المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، وإغاثة المناطق المنكوبة بسبب الكوارث والزلازل والفيضانات والعواصف والحروب.&


ومن الملاحظ أن سياسة الأعمال الإنسانية وتطويرها قد استمرت في حقبة ما بعد وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لتحظى باهتمام أكبر في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ما يعني أن العمل الإنساني بات ركناً أساسياً ومنهاج حياة للحكومة والشعب والمؤسسات الحكومية والخاصة في العديد من مجالات البذل والعطاء وتطوير المجتمعات، وترسيخ النهج الإنساني للدولة، وتعزيز علاقاتها وتطويرها مع مختلف البلدان. وفي هذا الإطار، نذكر إعلان قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي تصادف 19 رمضان من كل عام يوم «زايد للعمل الإنساني»، للتذكير دوماً بما قدمه، رحمه الله، من إسهامات شامخة وخالدة، وإيماناً بالدور الذي قام به في مجال العمل الإنساني على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ما جعل اسمه أبد الدهر مقترناً بالخير، ليكون «زايد الخير».

&

&