&عبدالمحسن يوسف جمال&&

&بعد تعافي سوريا العربية من معاناتها من الإرهاب الذي حاول أن يمزّق وحدتها ويقسّم أراضيها، سيحدث تحوّل كبير في الواقع العربي والإقليمي.. فالوجود الروسي في الشرق الأوسط أصبح واقعاً متطوّراً، سيخلق قواعد جديدة في اللعبة السياسية الشرق أوسطية.
ومن المفارقات أن الحرب بدأت وتركيا تقف بقوة في الصف المناوئ لسوريا السياسية، وينتهي المشهد وإذا بتركيا تجلس مع روسيا وإيران ليخططا معاً كيفية ترتيب المشهد السوري العربي ما بعد انتهاء المعارك وتصفية الحركات الإرهابية ومن يساندها من حاملي السلاح بمن فيهم المعارضة المسلحة.


وعلى الرغم من تواجد مواقع في الجسد السوري فما زالت تحتلها قوات أجنبية وقوى تصنف بالإرهابية، فإن تصفية ذلك لن تكون إلا مسألة وقت، خصوصاً بعد قيام الحكومة السورية والدول المجاورة بفتح الحدود بين البلدين كدليل على تعافي سوريا اقتصادياً وسياسياً، ومسيرتها إلى نفض الغبار عنها.
من المتغيّرات التي يجب أن تدرس بفهم سياسي هي أن الرئيس الروسي بوتين أصبح من الشخصيات المهمة في هذا العالم الذي غيّر الكثير من قواعد اللعبة مع أميركا والغرب، والذي أصبح له رأي في الواقع السوري والمؤثر بطريقة أو أخرى في الواقع الفلسطيني وواقع الصراع العربي ــــ الإسرائيلي، وما يتبع ذلك من واقع عراقي ولبناني لترابط السياسة العربية وعدم انفصالها وتأثير بعضها في البعض الآخر.
إن رفع العلم السوري على كل الأراضي السورية سيحرج من يتواجد عليها من دون إذن من الحكومة، ويعطي قوة إضافية للدولة الروسية ليكون لها رأي أقوى في الواقع السوري ومن ثم الواقع العربي، والذي سيجعل بعض العرب يتطلعون إلى من يحميهم من العرب، وإن كان هذا الحامي من غير العرب!
بعد الحرب في سوريا وفشل الإرهاب في تمزيقها سينعكس ذلك على الواقع الفلسطيني، ويجعل الشعب الفلسطيني يطالب بحقوقه الوطنية بشكل أقوى ويجعله متضامناً في ما بينه ضد العدو المشترك.
علينا جميعاً أن نتابع إفرازات ما بعد نهاية الإرهاب في كل الأقطار العربية، حيث سيكون هناك واقع جديد قد ينفع التنمية العربية بكل روافدها، شريطة أن نعي القواعد الجديدة للعبة الشرق الأوسط بلاعبيها الجدد.