&عبدالله العلمي

قاطرة السعودية تواصل مسيرتها بالسرعة التي تم تحديدها لها نحو مستقبل واعد للمملكة والمنطقة. أفلام وروايات "الجزيرة" وأخواتها لا تعنينا من قريب أو بعيد.&&

تعاملت المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع مع حدثين هامين على الصعيد المحلي والعالمي. الحدث الأول هو انطلاق ناجح لفعاليات مؤتمر مستقبل الاستثمار في الرياض. السعودية جادة في تأسيس شراكة اقتصادية قوية مع الخبراء والرياديين عبر العالم.

نجحت السعودية في إطلاق المؤتمر في وقت يشهد فيه العالم تجاذبات اقتصادية وسياسية هامة. البيئة الاستثمارية السعودية تشهد إصلاحات جاذبة للاستثمار الأجنبي في مختلف المجالات. جدول الأعمال تضمن أكثر من 40 جلسة ونقاشات مفتوحة وورش عمل، إضافة إلى منتديات جانبية ينصبّ تركيزها على ثلاث ركائز أساسية: الاستثمار في التحوّل، والتقنية كمصدر للفرص، وتطوير القدرات البشرية.

حاول البعض إفشال المؤتمر، إلا أن احتضان السعودية لهذه الفعالية الهامة جاء في وقت يشهد فيه الاقتصاد السعودي نموا متصاعدا. الاحتياطات النقدية بلغت 1.8 تريليون ريال (480 مليار دولار)، مما يدل على قوة وأهمية ومحورية الرياض في العالم على الصعيدين الاستثماري والاقتصادي.

رحبت الرياض بصدر واسع بأكثر من 135 متحدّثا يمثّلون أكثر من 140 مؤسسة، إضافة إلى شراكات مع 17 مؤسسة عالمية. حضرت مجموعة كبيرة ومميزة من القادة والمستثمرين والمبتكرين العالميين لمناقشة دور الشركات والحكومات والمؤسسات العالمية في العمل معا لتحقيق النمو والازدهار.

المؤتمر سلط الضوء على دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو، وتعزيز الابتكار وإنماء الأسواق المالية في بلدان الاقتصاديات الناشئة. آخر مستجدات المشاريع الطموحة في المملكة العربية السعودية والرامية إلى إنشاء منظومات اقتصادية جديدة وتحفيز التنمية، هي نيوم، ومشروع البحر الأحمر، والقدية.

أما الحدث الهام الثاني فهو الفشل الذريع للحملة المسعورة التي تقودها قناة “الجزيرة” على الرياض بكل كذب وافتراء بعد حادث وفاة جمال خاشقجي، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. لم تقف السعودية مكتوفة الأيدي؛ المدعي العام السعودي أصدر أوامر باحتجاز 18 شخصا سعوديا للاستجواب، كما تمت إقالة عدد من المسؤولين بخصوص هذا الملف.

هذا التحقيق هو الخطوة الأولى في رحلة طويلة. السعودية عازمة على كشف كل تفاصيل القضية، وإظهار كل الحقائق ومعاقبة المتورطين وإعادة هيكلة الاستخبارات لضمان عدم تكرار ذلك مرة أخرى.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذكر في خطابه هذا الأسبوع ثلاث فقرات إيجابية بما يتعلق بقضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي. أولا إشارة أردوغان إلى اتصاله بالملك سلمان بن عبدالعزيز واتفاقهما على تكوين فريق تحقيق سعودي تركي مشترك. ثانيا تأكيد أردوغان أن السعودية اتخذت خطوة هامة بإيقافها للمتهمين. وثالثا تعبير أردوغان عن ثقته في تعاون الملك سلمان في التحقيق بهذه القضية.

قاطرة السعودية تواصل مسيرتها بالسرعة التي تمَّ تحديدها لها نحو مستقبل واعد للمملكة والمنطقة. أفلام وروايات “الجزيرة” وأخواتها لا تعنينا من قريب أو بعيد؛ وزير الخارجية عادل الجبير أكد أن السعودية عازمة على استمرار التحقيقات وإظهار الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن حادثة مقتل خاشقجي.

خلال الساعات الأولى من افتتاح مؤتمر مستقبل الاستثمار في الرياض، تم توقيع السعودية على صفقات بقيمة 50 مليار دولار في النفط والغاز والبنية التحتية. نجح المؤتمر برغم الضغوط والاستفزازات والحملات الشرسة وعمليات الاستنزاف الإعلامي التي سعت لإفشاله، وإحاطته بهالة ضبابية من الشكوك والاتهامات.

لا أتوقع أن “الجزيرة” ستذيع خبر نجاح المؤتمر. لم لا؟ الجزيرة ينصب اهتمامها فقط على سرد الأكاذيب والروايات الملفقة لإثارة الرأي العام ضد السعودية.

&