& علي أبو الريش

عندما نتحدث عن مجد الإمارات، نشعر أن أفكارنا مثل أرانب صغيرة، تتقافز على عشب قشيب، وتمضي في الوجود مفعمة بالأشواق. عندما نتحدث عن وجد الإمارات، وشوقها إلى عالم يلبس سندس الطمأنينة، ويتكئ على أرائك الفرح، نشعر أن كلماتنا مثل سنبلات ترفل بأحلام النمو، على مخدة عالم بلا نوى، عندما نتحدث عن نهر الإمارات وهو ينساب مثل الرحيق في دماء العشاق نشعر أن الجملة تبدو مثل رشفات القهوة العربية، مشغولة بالهيل والزعفران. عندما نتحدث عن وعي الإمارات المتقدم على سائر الأمكنة، نشعر أن الأحلام تزهر ورداً جورياً على ضفاف الخليج العربي، ويعبق الموجودات بعطر المراحل المزدهرة، عندما نتحدث عن يقظة الإمارات، المنمنمة بثوب السندس، نشعر أن خطواتنا مرسومة على الأرض، مثل نقش بابلي على لوح التاريخ. عندما نتحدث عن سلطة المعرفة في الإمارات، نشعر أن التنوير بدأ من هنا، من تحت أغصان شجرة الغاف العريقة، ومن وحي الصحراء الجليلة.


عندما نتحدث عن بلد السعادة، نشعر أن سجادة من مخمل التفاؤل تفترش قماشتها على رمل الجياد الأصيلة، والنوق البيض تنحت الأرض بخفاف أخف من أجنحة الطير. عندما نتحدث عن شارع في الإمارات، أصبح بستاناً للنخيل الوارفة، وعشاً عملاقاً لسيمفونية تاريخية، تنشد أنغاماً عن سر هذه البهجة، وأسباب التحليق في فضاء سمائها الزرقاء، نجومها طيور بأجنحة الضوء.&
عندما نتحدث عن أنامل الإمارات، وهي تخيط جلباب اليمن من أهداب الشمس، ومن قطرات الندى على أوراق التوت، وتمضي بأحلام اليمنيين إلى إشراقة بحجم تاريخ سبأ، وذكاء بلقيس، ورقة قصيدة عبدالعزيز المقالح، وفلسفة البردوني في الوجود، عندما نتحدث عن إرادة القوة في الإمارات، فإن نيتشه يعيد قراءته للتاريخ، بأنامل العود الأبدي، أن هنا، على هذه الأرض، تترعرع شجرة اسمها السعادة، ترشف من نهر الناس النبلاء، ورعاة الأحلام الزاهية.
عندما نتحدث عن نخلة اللولو في الإمارات، نشعر أن ما بين لؤلؤة الماء، ولؤلؤة الرمل شوق إلى الجمال، وتوق إلى الذائقة، ومدى يمتد عبر التاريخ، لينبلج عنه خيط المودة ما بين الإنسان وطبيعته التي تحتويه، وتملأ قلبه بجلال التكوين. عندما نتحدث عن المستقبل في الإمارات، فإن الصورة تبدو مثل شمس الصباح، تدلي خيوطها الذهبية على نحر حسناء، اسمها الإمارات.

&

&