& &عبدالله محمد الشيبة

تطور الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة، وواكب مثيله في العديد من المجالات الأخرى منذ إنشاء الدولة في الثاني من ديسمبر 1971. وكان للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الدور الأكبر في إبراز رسالة الإعلام الهادف من خلال مقولته الشهيرة: «إن الإعلام والصحف والإذاعة والتلفزيون واجبها أن تبين أية أخطاء، ليس فقط أن تمدح وتذكر الإيجابيات وهي كثيرة، ولكن مسؤوليتنا أن نبين الأخطاء، وحين نتحدث عن الأخطاء لا ننتقص من قيمة أحد ولا نقلل من إنجازات أي دائرة، إنما نريد أن ننبه، فعلى الإعلام أن يستمر في هذا الموضوع».&


والملاحظ خلال مسيرة الدولة في العقود الماضية، أن الإعلام المحلي قد لعب دوراً مهماً في بث الصورة الإيجابية عن مجتمع الإمارات، ما كان له أبلغ الأثر في ترسيخ تلك الصورة لدى وسائل الإعلام العربية والعالمية عن الدولة، قيادة وشعباً ومؤسسات. وقد كانت «صورة الإمارات في الإعلام» موضوع منتدى صحيفة الاتحاد الثالث عشر للعام 2018 والذي أُقيم منذ أيام عدة في العاصمة أبوظبي، بحضور نخبة من الكٌتاب والمفكرين والباحثين من الإمارات والدول العربية، والذين يساهمون بأقلامهم يومياً في باب «وجهات نظر» الذي عاصرت شخصياً بداياته الأولى عندما كان لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدور الأكبر والأبرز في تأسيسه وتطويره، واستقطاب أبرز الأقلام العربية والعالمية التي تتناول أهم قضايا وموضوعات الساحة بالبحث والتحليل الموضوعي.&


وقد تزامن منتدى «الاتحاد» مع احتفالات الصحيفة بالعيد الـ 49 لتأسيسها، وهذه المرة تزامن مع «عام زايد»، طيب الله ثراه، ما كان له أبلغ الأثر في تحديد موضوعات النقاش، والتي تنوعت بين دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في ترسيخ الإعلام الإيجابي البناء في بداية نشأة الدولة إلى عرض تجربة الإمارات في التنمية إلى دور الإمارات على الساحة العربية والدولية. وقد تضمنت موضوعات المنتدى صورة زايد، طيب الله ثراه، في الإعلام العربي والدولي خلال مرحلتي التأسيس والتنمية، بجانب محور إدراك القائد المؤسس لأهمية الإعلام في تدشين دولة الاتحاد، وتعزيز مسيرة التنمية والإعلام، ودور الإمارات في الدفاع عن الحقوق العربية، وضمان الاستقرار الدولي. كما تناول المنتدى تجربة دولة الإمارات في التنمية، وموقع الدولة كراعية للانفتاح الثقافي والتواصل الحضاري، ورؤية أوروبا للتجربة الإماراتية، وتنامي دور الإمارات لاعباً إقليمياً بارزاً وفعالاً في التصدي للإرهاب ودعم الشرعية في اليمن، والوسائل والأدوات الحيوية في الرد على حملات التشويه الإعلامي الموجهة من «الإخوان» و«قطر» بعد قرار مقاطعة الأخيرة من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية.&


والملاحظ أن الأوراق والمناقشات قد عكست بصورة كبيرة أهمية دور الإعلام في نشر وترسيخ صورة الإمارات في العديد من مجالات التنمية محلياً وإقليمياً وعالمياً منذ نشأتها. كما أكد المنتدى دور قيادة الإمارات في طرح ودعم المبادرات المبدعة التي تساهم في تنمية المجتمع، ووضع الإمارات على خريطة التطوير والحضارة العالمية، ما جعلها تتبوأ أعلى المراكز في تقارير التنافسية العالمية، وللإعلام دوره البارز دائماً في نشر تلك الصورة الإيجابية عن دولة الإمارات. وقد كان ذلك تحقيقاً لمقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي قال: «نؤمن بضرورة توفر المناخ الحر الذي لا بد منه لكي تخضب الأفكار وتتفاعل الآراء وصولاً للأفضل، غير أن الأفضل الذي نراه كمسؤولين ومواطنين مرة ثانية هو تعزيز المسيرة الاتحادية وتعميق مدلولاتها وتمتين أواصرها ليس لمصلحتنا نحن أبناء هذا الجيل فقط وإنما لمصلحة كل جيل قادم». ‏?

&

&