& مصطفى الصراف

&

بعيداً عن الكلام عن أن الكيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية الذي يطمع في الاستيلاء على المزيد ليحقق حلمه لكي لا يزعل أولئك المنادين بالتطبيع مع ذلك الكيان بداية من الحوار مع الصهاينة وحتى إقامة علاقات اقتصادية معهم. ولا أدري ما هي حاجتنا نحن كدول خليجية لإقامة أي نوع من العلاقة مع كيان مارق أثبتت الأحداث والتاريخ أنه لا عهد له. فهم لن يكفُّوا عن توسعهم حتى تحقيق حلمهم، وطوال السنوات التي مضت من الحوار معهم لم يجد ذلك الحوار نفعا للعرب، بل هؤلاء كانوا يضيّعون الوقت بالحوار وينتهزون الفرصة لبناء مزيد من المستوطنات ويستعدون لشن الحروب لمزيد من التوسع،

أما اقتصاديا فهم ليسوا أفضل من أفقر دولة أوروبية، ويعيشون عالة على المعونات الأميركية التي يهيِّئها لهم رجال الأعمال الصهاينة، لتبقى قاعدة عسكرية ومصدر تهديد للدول العربية ودول المنطقة، ولتكون مبررا لهذه الدول لشراء السلاح، ولا يُتصور يوما أن يسمح بتوجيه هذا السلاح من قبل الدول المشترية له إلى صدر إسرائيل، ولذلك فإن دور هذا الكيان هو العمل على إثارة الاضطرابات والنزاعات في المنطقة، ولا يمكن له يوما أن يكون عاملا مفيدا لدول المنطقة والدول العربية بصورة خاصة. ثم إن دول الخليج قادرة على استثمار ثرواتها مع كل دول العالم الأكثر جدوى اقتصاديا من ذلك الكيان المتطفل القليل الأهمية. وما تحتاج إليه دول الخليج تستطيع الحصول عليه اقتصاديا من كبرى الدول الصناعية المعتبرة، أما الكيان الصهيوني فكما هو اليوم عالة على الاقتصاد الأميركي سيكون عالة على دول المنطقة وخطرا يهددها في كل المجالات، مسنودا من الصهيونية العالمية التي ما فتئت تعلن تطلعها إلى تمزيق المنطقة وتقطيعها إلى دويلات متنازعة متخلفة لتتم الهيمنة عليها وامتصاص خيراتها والتصرف بشؤونها، لذا يجب على هذا البعض ممن يعتقد بجدوى التطبيع مع إسرائيل أن يقرأ المزيد من أطروحاتهم وتوجهاتهم للمنطقة، وأن يتعرف على نظرتهم الممتلئة بالازدراء لشعوبها.


إن وجود هذا الكيان الغاصب ما لم يتم العمل على هدم بنيته وإعادة الشعب الفلسطيني إلى أرضه، فإنه سيستفحل بفعل التخاذل في عدم مقاومته، ولو كان شعب هذا الكيان صادقا في نواياه ورغبته في العيش الكريم، لعمل على عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه إلى جانبه وتعايش معه في دولة ديموقراطية علمانية تجمعهم حكومة واحدة منتخبة لا ترفع ذلك العلم العنصري، ولكن لأنه كيان زرع لخدمة مصالح الصهيونية العالمية التوسعية الطامعة في الهيمنة على الاقتصاد العالمي، فإنهم عندما أُوقف توسعهم شمالا من قبل المقاومة اللبنانية، وغربا من قبل المقاومة الفلسطينية، فهم يعملون اليوم لإيجاد متنفس لتوسعهم جنوبا، باتجاه الدول الخليجية الثرية في نفطها وموقعها الإستراتيجي، ولكن كما هي الشعوب العربية رافضة لهم، فإن الشعوب الخليجية لن تكون مرحبة بهم.

&