حمد الكعبي

تستعيد قصيدة «عاش بوخالد» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المنشورة أمس، رائعة شعرية أخرى لسموه، بعنوان «شيخ الشباب» في 29 مايو 2016، والقصيدتان موجهتان لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وليس مصادفة أنهما تتكاملان في المضامين والرسائل، وحتى في الصور الفنية والقافية.


القصيدتان تشيران إلى علاقة أخوية استثنائية بين سموهما، تجذّرت بعمق في حياة زايد الأب، ونمت وازدادت قوة ومتانة على نهجه وإرثه وحكمته، وفيهما أكثر من إشارة إلى منظومة الموروث والقيم التي حرص الراحل الكبير على غرسها في الجيل الثاني من قادة الإمارات. فحينما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «إننا لسنا إمارات، بل الإمارات العربية المتحدة»، ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن «البيت متوحد»، فهذه رؤية زايد، وتلك حكمته، ومرجع حكمه.
القصيدتان في هذا الإطار تماماً. فلم يفت الشاعر، بموهبته الفذة، في «عاش بوخالد» أن يشير إلى ذلك بقوله: «ونِجتمع في زايدْ الشيخْ الهمامْ/ هوهْ أبوكْ وهوهْ خالي لي أعدّه»، وكذلك في «شيخ الشباب» عندما قال: «بهْ منْ فِكِرْ زايدْ شديدْ الفهايمْ/ وبهْ منْ شبابهْ قِوْ باسهْ وجِهدهْ». ولطالما كان - طيّب الله ثراه- محوراً في قصائد شعراء الإمارات والعرب، باعتباره رمزاً ملهماً للقصيدة، وشاعراً من كبار شعرائها.


القصيدتان يفصل بينهما أكثر من عامين، والشاعر إذْ يحافظ على مستوى تعبيري عن صفات القائد وخصائص الشخصية الوطنية للممدوح في القصيدة الأولى، يلتقط ما تطور من أحداث، ويوحي بها في إشارات غير مباشرة في القصيدة الثانية، ليؤكد مكانة القائد لدى شعبه والعالم، وينوّه بما أصابه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من مجد ونبل غاية ورفعة وطن، بقوله: «بكْ أمان الدَّارْ في حربْ وسلامْ/ والوطنْ بكْ نالْ مطلوبَهْ ومجدهْ».
يرصد الشاعر بذكاء فني، ما يحدث في المنطقة الآن من تآمر وفوضى إعلامية واستهداف لمحور الاعتدال العربي الذي تتقدمه الإمارات، ويرى أنّ هذا الأمر لا يزيد إلا من وحدة دار زايد والتفافها حول قائدها: «وما تفرّقنا الدسايسْ الكلامْ/ وخابرينْ الوقتْ في مزحهْ وجدّهْ»، ويزيد بقوله: «صَفْ واحدْ خلفْ مِنْ عندهْ الزّمام/ نتبَعْهْ والعزمْ منّه نستمدّهْ»، وفي هذا السياق نُذكّر ببيت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في «شيخ الشباب» عندما قال: «نمضي معاهْ ودومْ عندْ اللِّزايمْ/ ما نخالفهْ أمرهْ ونوفي لعَهدهْ».

&&