&خالد أحمد الطراح

&&تربطني بالأخ العزيز الدكتور فهد الراشد علاقة اخوية وثيقة محل اعتزاز وفخر، فقد تعرفت على العديد من الأمور، منها المفرح ومنها المحزن، وجميعها تخص هذا الوطن الجميل، الكويت.

ولكن اجد نفسي مرغما بالعتب الاخوي والعلني على اخي العزيز الدكتور فهد؛ بصفته رئيسا للجنة الكويت الوطنية للتنافسية، وما ورد في آخر تقارير اللجنة الذي صدر اخيراً حيث وردت بيانات مفزعة عن تخلف الكويت بموجب مؤشرات التنافسية العالمية، فقد «احتلت الكويت المركز 54 ضمن 140 دولة في ترتيب الكويت التنافسي في المؤشر العام العالمي حتى بلغت الكويت المرتبة الاخيرة خليجيا وهو تأكيد صريح لضعف الاداء التنافسي للاقتصاد الكويتي عبر الاربع عشرة سنة.. كما ورد في تقرير اللجنة.

سبب العتب هو عدم غض طرف الاخ الدكتور فهد عن بيانات كويتية، حتى لو كانت صحيحة، تعاطفا مع ميل حكومي يتسم بالتشدق بخطط ومشاريع التنمية، وهناك ايضا حوارات صحافية للامين العام للتخطيط تروي «احلاما» تنموية، وهو تناقض صريح مع معايير التنافسية.

الى جانب عدم ممارسة د. الراشد الضغط والإقصاء لرأي وتحليل الاخوة اعضاء اللجنة التنافسية حتى لو كانت بياناتهم واقعية، فمن باب المجاملة الكويتية لابد من محاباة، بقدر المستطاع، اصحاب القرار الحكومي وتقديم رؤاهم على رؤى مهنية وعميقة عالمية.

في نفس الوقت أتقاسم الهم والغم مع اخي الدكتور فهد الراشد منذ انضمامه الى المجلس الاعلى للتخطيط وتحمله عبئا كبيرا في السياسات العامة، والذي جعله يعمل تقريبا على مدار الساعة، بينما ربما الآخرون في الامانة العامة للتخطيط يعملون بساعات اقل وإنتاج افضل إنشائيا من البيانات التي اوردتها اللجنة التنافسية!

اجد نفسي امام خيارين لا ثالث لهما، وهما ان اصدق وأقدم مؤشرات اقتصادية عالمية، بما في ذلك دراسات وتقارير لجنة الكويت للتنافسية على بيانات وزارة الدولة للتخطيط والتنمية، خصوصا ما يتعلق بحجم انجازات المشاريع، وهي بيانات لم ترد في تقرير التنافسية الاخير، وقد يكون ذلك نتيجة خطأ وسهو في عدم التركيز على الصور والمؤتمرات الصحافية للمسؤولين في الجهة التنفيذية المشرفة على التخطيط والتنمية.

سعيا الى دعم اجتهادات الأمانة العامة للتخطيط وتفهم ظروف المسؤولين بصفتهم موظفين حكوميين ملزمين بالترويج لأي مشروع حتى لو كان وهميا بخلاف وضع د. فهد الراشد، حيث تتحكم فيه المهنية والشفافية والصراحة المطلقة من اجل تحقيق نقلة نوعية في سياسات التخطيط والتنمية بما يخدم كويت اليوم ومستقبلا، فلابد من ايجاد صيغة افضل للنتائج غير المرضية للتنافسية العالمية والكويتية حتى لا يخرج مسؤول مصاب بالزعل، اي الضجر، من رصد لجنة الكويت للتنافسية.

رغم عتبنا عليك اخي فهد، فأشكرك على اتاحة الفرصة لوزارة المالية للتباهي في كون «الكويت الاولى عالميا في استقرار الاقتصاد الكلي»، خصوصا ان المصطلح غير دارج عند عامة الناس وهو ما يسهل عميلة تفاخر رسمي مجاني!

&