&حمود أبو طالب

تصدرت صحيفة واشنطن بوست كل الوسائل الإعلامية في التغطية الموجهة لحادثة مقتل جمال خاشقجي رحمه الله، ونعني بالموجهة تلك التي لا تبحث عن الحقيقة بحياد وموضوعية لوجه الحقيقة، وإنما لتوجيه بوصلة الهجوم الكثيف الشرس على المملكة بشكل غير مسبوق، سواء من خلال مقالات الرأي أو نشر التسريبات أو توظيف القضية للدخول في مواضيع أخرى تخص المملكة لا علاقة لها بالقضية الأساس، لكن المفاجأة الحقيقية هي دخول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خط الصحيفة ككاتب رأي هذه المرة ليتحدث عن القضية.

كرئيس دولة وقعت حادثة حساسة على أرضها استقطبت اهتمام العالم ويشترك مسؤولوها مع المسؤولين السعوديين في بحثها والوصول إلى تفاصيلها وملابساتها، لم يكن يحسن بالرئيس أردوغان كتابة ذلك المقال وفي تلك الصحيفة بالذات وفي هذا الوقت. لقد كان مقالاً موارباً فيه الكثير من التلميحات والتصريحات السلبية والاتهامات المبطنة لقيادة المملكة وسلطتها العليا حتى وإن حاول التمويه ببعض العبارات المتناقضة التي يمكن فهم مقصدها بسهولة.

لقد استخدم أردوغان أسلوب التحشيد الناعم ضد المملكة واستثارة العاطفة ضدها، رغم أنه قد ألقى خطابا قبل أيام وقال فيه ما قال، وكان ذلك كافياً بدلاً من التأزيم وإضفاء التوتر على مجريات الأمور بمقالة في صحيفة يتبنى خطها الهجوم على المملكة، كما أنه تعمد الإشارة بإصبع الاتهام إلى المسؤولين السعوديين الذين يتولون ملف القضية ومنهم المدعي العام بعدم التعاون المعلوماتي.

لا ندري أي جانب في مقال أردوغان يمكننا تصديقه، هل هو حرصه على العلاقات مع المملكة وتأكيده على استمرارها وثيقة وقوية أم محاولته الواضحة لاتهام المملكة وتأليب الرأي العام العالمي عليها بينما الفريق المشترك السعودي التركي ما زال يبحث القضية.