عبدالحق عزوزي

ما زلنا نتحدث عن «منتدى الاتحاد» السنوي وعن النظرة الأورومتوسطية حول دولة الإمارات العربية المتحدة. ولابد لأي متتبع حصيف أن ينتبه لبعض التقارير الأوروبية الجادة، وعلى رأسها تقرير مطول من الغرفة الثانية للبرلمان الفرنسي ‏(? ?Sénat ?) ?عن ?دولة ?الإمارات ?بعنوان: «Les Émirats Arabes Unis, un nouveau tigre au Moyen-Orient» (دولة الإمارات العربية المتحدة: النمر الجديد في الشرق الأوسط).&
ويبدأ التقرير بالتأكيد على متانة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الدولة، خلافاً لكثير من البلاد العربية، لينتقل إلى مسألة الثقل الجيوستراتجي الإماراتي في المنطقة، قبل أن يتناول الشق الاقتصادي. وكما يوضح التقرير فقد نجحت دولة الإمارات في تحقيق النهضة وضمان النمو والتنمية، وفي تحسين مستوى العيش وتجذير مبدأ الثقة بين القمة والقاعدة، إذ لا يكفي الانفتاح السياسي لوحده لإحداث الثقة إذا لم يجد الإنسان ما يلبي متطلبات عيشه الآمن والكريم. فالانفتاح السياسي لا يطعم من جوع ولا يؤمّن من خوف، وإنما هو وسيلة وغاية لتحقيق التنمية ورخاء الشعوب. والساهرون على تحقيق تلك الغاية وضمان وسائلها هم النخبة المسيِّرة من ذوي الكفاءة والذكاء والتجربة الكافية التي تجعلهم يخططون وينفذون سياسات مجتمعاتهم.&


وقد أحلت في مداخلتي خلال ملتقى «الاتحاد» إلى ما قامت به قناة «أورونيوز» من نقل لخبر إعلان الإمارات اختيار أول رائدي فضاء، لتنفيذ مهام علمية في محطة الفضاء الدولية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية «روسكوسموس»‏، والذي ?يمكن ?أن ?يلحظه ?كل ?متابع لتلك التغطية ?هو ?استفاضة ?القناة ?في ?نقل ?الحدث ?وفي الإشادة ?بالرائدين ?الإماراتيين.&
ومنذ أعوام بدأت وسائل الإعلام الأوروبية تتنبه لصعود المرأة الإماراتية، كفاعل أساسي في عملية التنمية وقضية المساواة في مجتمعات عرفت بطابعها الأبوي، فنرى مرجعاً إعلامياً واسع الانتشار مثل ‏Le figaro Madame ?ينشر ?تقريراً ?بعنوان:&
‎"?Émirats arabes unis? ?:? ?la montée en puissance des femmes:
(?دولة ?الإمارات ?العربية ?المتحدة: ?الصعود ?القوي ?للنساء). وفيه تنقل عن تقرير المنتدى‏? ?الاقتصادي? ?العالمي? ?لسد? ?الفجوة? ?بين? ?الجنسين? ?(لعام ?2016)، أن ?دولة ?الإمارات حصلت ?على ?المراتب ?التالية عالمياً:&
المرتبة الثامنة في المعيار الفرعي الخاص بالمساواة في أجور العمل المماثل، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي الخاص بمعرفة القراءة والكتابة، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي الخاص بالالتحاق بالتعليم الثانوي، والمرتبة الأولى في المعيار الفرعي لنسبة الجنس عند الولادة (إناث /ذكور).


وفي مايو 2015 اعتمد مجلس الوزراء قراراً بتشكيل «مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين» في جميع ميادين العمل، والمساهمة في دعم مكانة دولة الإمارات محلياً ودولياً، بغية تقليص الفجوة بين الجنسين، وتحقيق التوازن بينهما في مراكز صنع القرار، تحقيقاً لرؤية الإمارات بأن تكون ضمن أفضل 25 دولة في مؤشر التوازن بين الجنسين بحلول 2021. كما ?شهدت ?الحكومة ?الاتحادية ?الجديدة ?أكبر ?تغييرات ?هيكلية ?في ?تاريخها، ?حيث ?تمت ?إضافة ?حقائب ?جديدة، ?وتعيين ?وزراء ?جدد ?للتعامل ?مع ?هذه ?الأدوار. وبلغت مشاركة المرأة في مجلس الوزراء أعلى المعدلات في العالم، الأمر الذي يعكس ما وصلت إليه المرأة الإماراتية. ?وفي ?انتخابات ?المجلس ?الوطني ?الاتحادي عام ?2015، ?بلغ ?عدد ?المرشحات ?78، ?أي ?ما ?نسبته ?23.6 في المئة ?من ?إجمالي ?العدد. وفي مجلس الوزراء الاتحادي في فبراير 2016 مثلت النساء 27 في المئة من مجموع الوزراء‏.
وأشرت في مداخلتي أيضاً إلى سلسلة حوارات تقوم بها بعض القنوات المتوسطية، كقناة «فرانس24» مع نساء إماراتيات بارزات؛ وكل هذا يوحي بالنظرة الجديدة التي يوليها الإعلام المتوسطي لدولة الإمارات.

&&