&سعود المصيبيح

&مر عام على صدور الأمر الملكي في قضايا الفساد ثم التطبيق الفوري بإيقاف عدد من الأسماء حيث يعيدنا ذلك إلى استعراض جزء من تاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الإدارة والحكم والتنمية؛ فقد تربى في كنف والده على مخافة الله وتطبيق العدل والأمانة والصدق، وأمضى خمسين عاماً في إمارة الرياض جعل من المدينة واحدة من أجمل وأكبر المدن في العالم وأسهم في تطوير المنطقة ومحافظاتها بشكل يلمسه الجميع مطبقاً لأهم مبادئ الإدارة في الدقة والانضباط والحرص على المال العام.

وفي ظل قيادته الحازمة بعد توليه حكم البلاد كان الإصلاح ومحاربة الفساد هو هدفه الأول، وما حدث من قرارات نحو الفساد ثم التطبيق العملي لمحاصرته يأتي في إطار الوعد الحازم من سمو ولي العهد الأمين الذي أكد عليها في لقاءات وتصاريح إعلامية سابقة، بأنه لن ينجو كل من يثبت بالأدلة ممارسته للفساد كائناً من كان سواء كان أميراً أو وزيراً، وقد وعد فأوفى فالحمد الله الذي أحيانا حتى رأينا مثل هذا اليوم التاريخي الذي يتم فيه تتبع الفساد والقضاء عليه واستمرار محاربته.

وهنا ينبغي أن نتذكر بأن هناك العديد من الشرفاء الذين رفضوا أشكال الإغراءات والفساد وهم يعيشون الآن مرفوعي الرأس كما ندعو بالرحمة لأولئك الرواد الذين رغم ضخامة ما أشرفوا عليه من عقود طائلة إلا أنهم خرجوا من دنياهم برضا ربهم وتقدير الوطن لهم.

إن ليلة الرابع من نوفمبر ليلة انتصار للعدالة التي تهدف إلى بناء مجتمع خالٍ من الكذب والرشوة والمحسوبية وأكل أموال الناس بالباطل وهذه كلها أدوات الظلم مجتمعة.

إنها رسالة تهز كل كيانات المجتمع بصورة إيجابية لتعلي القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة فِي التعاملات اليومية الإنسانية والمهنية، ولتعيد هذه الرسالة وضع المجتمع بجميع مكوناته في مساراته الصحيحة وبالصورة الجديدة المأمولة لمجتمع نظيف يستعد لبناء وتشييد مكونات الرؤية السعودية الجديدة بسواعد مخلصة وعالية الهمة لنضع أنفسنا ودولتنا وشعبنا في العالم الجديد بهمة الشباب وخبرة الكبار.