& أحمد الحوسني

&انتظمت أعمال منتدى حوار المنامة خلال يومي 26 و27 من شهر أكتوبر المنصرم، بحضور ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وبمشاركة رفيعة المستوى من مسؤولين عسكريين وأمنيين وسياسيين واقتصاديين ورجال أعمال جاؤوا من 25 دولة في العالم، وبحضور أفريقي هو الأول من نوعه منذ انطلاق أعمال المنتدى. كما تميز الحضور بمشاركة وزير الدفاع الأميركي في هذه النسخة من منتدى حوار المنامة، وهي النسخة الرابعة عشرة من الحوار الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط.


لقد سلّطت الجلسات العامة لمنتدى حوار المنامة الأخير على مناقشة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والعلاقات المتحولة في المنطقة، والنظام الشرق أوسطي الناشئ، وتثبيت الاستقرار وإعادة الإعمار في الشرق الأوسط، والأمن والتنافس في منطقة القرن الأفريقي.&


وناقش المشاركون في جلسات الحوار الخاصة قضايا مهمة مثل: التحديث والتصنيع الدفاعي في الشرق الأوسط، وأمن باب المندب، والطاقة النووية، وسياسة منع الانتشار النووي في الشرق الأوسط، والمصالح المشتركة بين آسيا والشرق الأوسط.
معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، عبّر عن نجاح حوار المنامة في مقاربته للأحداث في المنطقة، وكونه ساهم في تعزيز موقع البحرين منصة استراتيجية. فيما أكد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي على محورية مجلس التعاون الخليجي خلال التعامل مع أزمة قطر، وأكد قوة وفعالية المملكة العربية السعودية في أمن واستقرار الشرق الأوسط، وعمق وأهمية الشراكة بين الولايات المتحدة، ودوّل الخليج العربية في استقرار الشرق الأوسط.
وألقى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس كلمة بعنوان «سياسة الولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط المتغير»، حملت رسائل مهمة، منها استمرارية الدور الأميركي في المنطقة، ودلل على ذلك بوجوده ووجود الولايات المتحدة، وقال إن هناك البعض لا يشاركوننا الرغبة في رؤية شرق أوسط مزدهر ومستقر، إلّا أن أميركا مصرة على التعاون مع الأصدقاء الذين يشاركونها الرؤية، وذلك لأن الشرق الأوسط ركن مهم لاستقرار العالم، فشرق أوسط مستقر يعني عالماً مستقراً. ولَم يخف ماتيس الطرفَ المسؤول عن سبب القلاقل الإقليمية، إذ أشار إلى إيران قائلاً إنها «تعبث بالأمن في المنطقة».


ومن المتحدثين أيضاً كان وزير خارجية الأردن نيابة عن الملك عبدالله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، والذي تحدث عن هموم بلاده لما تعج به من لاجئين سوريين، وما يتحمله اقتصادُها جرّاء ذلك، إضافة إلى المشكلة الفلسطينية التي تلقي بظلالها القاتمة على المنطقة في ظل إدارة أميركية منحازة لإسرائيل. وأكد مسؤولية الأردن تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تتعرض للتهديد، لاسيما بعد الاعتراف الأخير من قبل الإدارة الأميركية بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
وقد انصب التركيز في «حوار المنامة» على محاولات إيران نشر نفوذها في المنطقة، وعلى التحذير من أنشطة أذرعها ومليشياتها في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، والخطورة الكامنة في كونها الدولة الأولى الراعية للإرهاب التي تؤوي العناصر الإرهابية. وهذه نقطة محورية كانت محل توافق من جميع المشاركين في منتدى حوار المنامة.&