&مرسى عطا الله

&

ليس تهوينا للأمر أو تبسيطا أن أقول بأن العملية الإرهابية الخسيسة التي استهدفت حافلة ركاب في صحراء المنيا تعكس واقعا من اليأس والإحباط في صفوف هذه الجماعات التي تريد بمثل هذه النوعية من الجرائم الخسيسة ضد المدنيين الأبرياء وبينهم سيدات وأطفال كانوا عائدين من زيارة أحد الأديرة أن تبعث برسالة مفادها: «نحن هنا» جذبا للانتباه وضمانا لاستمرار تدفق مخصصات وحصص التمويل القادمة من الخارج لهم.

وأيضا فإنه ليس تهوينا للأمر أو تبسيطا له أن أقول بأنهم أشبه بمن يطلق الرصاصة الأخيرة علي أمل أن تؤدي تداعيات الحزن والغضب من جانب أهالي الضحايا إلي الانزلاق نحو أحاسيس ومشاعر غير منضبطة للإيحاء بعجز أجهزة الأمن عن حماية المواطنين.

إن الضربات القاتلة التي اجتثت جذورهم في سيناء أصابتهم بحالة من عدم الاتزان ودفعت ببعض الخلايا إلي مثل هذه العمليات اليائسة.

إن ما جري في صحراء المنيا أكد بما لا يدع مجالا لأي شك أن هذه الفصائل الإرهابية تتحرك في إطار مخطط أجنبي تتوافر له كل عوامل التحريض والتمويل من خارج الحدود وأن هذه الجريمة تحديدا قد كشفت عن مدي الانحطاط والخسة والنذالة وانعدام الحس والضمير الوطني والإنساني.

إن الدماء الزكية للأبرياء التي سالت علي رمال صحراء المنيا لن تذهب سدي وليست عملية الملاحقة السريعة التي نفذتها أجهزة الأمن ردا علي الجريمة سوي نقطة بداية لعمل أمني وسياسي كبير يستند إلي ما هو معلوم لدي أجهزة الأمن من سابق المواجهات علي مدي سنوات طويلة حول قدرة هذه الفصائل علي الكمون والاختباء والهروب من المواجهة والانتظار حتي تحين لهم الفرصة مرة أخري للظهور علي السطح ولو لمجرد الفرقعة وإثارة الذعر والخوف والقلق الذي يصاحب مثل هذه الجرائم الطائشة التي لا يقدم عليها إلا أناس فقدوا عقولهم بعد أن تبدد حلمهم المزعوم في إنشاء ولاية سيناء!

خير الكلام:

<< علي قدر الهمم تكون الهموم!