&خالد أحمد الطراح

&حين تابعت ما نشر في بعض الصحف ووسائل الاعلام، خصوصًا وسائل التواصل الاجتماعي، عن غرق بعض ضواحي الدولة نتيجة أمطار وصفها البعض بالغزيرة والبعض الآخر بزخات مطر وقطرات، وجدت الحكومة بشكل عام والجهات الوزارية المعنية في موقف لا تحسد عليه، لذلك اخترت أن أوجه عتبي إلى وسائل الاعلام التي انتصرت للمطر وفيضان في المصارف الصحية كوني جزءًا من الجسد الصحافي اولا ومواطنا حريصا على المصلحة العامة، ليس كما تراها الصحافة وإنما كما تراها العيون الحكومية!


الصحف اليومية ووسائل الاعلام حملت الحكومة، وتحديدًا وزارة الاشغال وهيئة الطرق، مسؤولية الحصار المائي «المطري» بسبب عدم استعدادات الجهات الحكومية!
منذ متى كانت هناك استعدادات حكومية اساسًا، سواء سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا او حتى ثقافيا واعلاميا؟!


طبعا الاجابة فيما لو قلَّب اي صحافي او فرد مهتم الشبكة العنكبوتية لوجد ان ثمة تاريخًا لرسوب الحكومة قبل دخولها المرحلة الابتدائية، اي مرحلة الحضانة، فهناك سيل من الأمثلة وليس المطر على غرق الحكومة في شبر ماء!
حكومتنا تغرق في شبر ماء.. هذه الجملة إن لم تخني الذاكرة كان يرددها العم المناضل والمواطن الدكتور أحمد الخطيب، وحتى في حال خانتني الذاكرة في تحديد المناسبة والزمن في نسب مثل هذا القول للدكتور احمد الخطيب، فأنا على يقين بانه سيشاركني الرأي ولن يختلف معي حتى لو اكتفى كعادته بالابتسامة تعبيرًا عن تضامنه في النقد الذي يوجه للحكومة منذ سنوات المجلس التأسيسي حتى اليوم، ليس لأنه معارض، فالدكتور لم يولد معارضًا، وإنما تعلم وتثقف ووجد نفسه -وكذلك نخبة من رجالات الكويت- أمام تحديات وطنية، لذا أصبح الدكتور احمد الخطيب وغيره من رموز المعارضة التي اعتصرها الزمن وخاضت مع السلطة الحكومية معارك ومواجهات يعرفها تاريخ الكويت منذ كانت «الكويت إمارة إلى الدولة»، كما جاء في كتاب الدكتور احمد الخطيب، اطال الله في عمره وغمره بثوب العافية، لعله يشهد في حياته اعادة افتتاح نادي الاستقلال الذي تفتقده كويت الماضي والحاضر، وهو بمنزلة أمنية وطنية، ليس فقط للدكتور احمد الخطيب، لكن لمحبي التاريخ من دون اجتزاء وتشويه.


اعود الى رسوب الحكومة كما جاء في مانشيت القبس (23 اكتوبر 2018)، للتذكير بأن الرسوب لا يعني الفشل، وانما مثلما هناك فرص للتعلم وإعادة الاختبار كما هو في المدارس (الدور الثاني)، فالحكومة تتعلم وربما خير مرجع بهذه المناسبة استرجاع المثل الكويتي المعروف «كل طراق بتعلومه»، اي مع كل اخفاق درس، ويجب ان نعتبر حتى لو غرقت الحكومة بشبر ماء، فلا بد حتميًا ان تتعلم الحكومة السباحة عند الشاطئ على الأقل.
تحط برقبتي حجر ترميني وسط النهر
وتقلي عوم ويلاه وشلون اعوم؟
تحملني ضيم وقهر تكسر علي الظهر
وتقلي قوم ويلاه وشلون اقوم؟
هذه كلمات المطرب علي بن محمد وليست كلماتي، حتى لا يفسرها أحد بتفسير ذي مآرب أخرى.

&